أكّد السفير عمرو رمضان، سفير جمهورية مصر العربية لدى النرويج وآيسلندا، فى حوارٍ لمحطةٍ إذاعيةٍ نرويجية على العلاقات الطيبة التى تجمع بين البلدين والتى تُتيح له التركيز على سُبُل تقوية تلك العلاقات وتعزيز التعاوُن بين الجانبين، مُشدّداً على أنّه بالرغم من أن مصر ليست بحاجة إلى الترويج لوضعيتها التى يعلمها الجميع كونها أقدم الحضارت والثقافات وما صاحب ذلك من قيام الكثير من الدول بتدريس التاريخ والحضارة المصرية لكل طلبة المدارس الإبتدائية، وكدورات خاصة ببعض الجامعات، إلّا أنّه من المفيد دائما التواصل مع الشرائح المختلفة للمجتمعات بما فيها أوساط النرويجيين ورحّب بالظهور فى البرنامج الإذاعى وإنعاش وعى النراوجة بتلك الحقائق التاريخية والجغرافية المُميزة عن مصر والتى دفعت العديد من قوى العالم عبر التاريخ لمٌحاولة إحتلال مصر ممّا أعطى للشخصية المصرية الفُرصة للإستفادة من سائر الحضارات والثقافات العالمية كالحضارة المسيحية والإسلامية.
وأشار السفير المصرى بالنرويج إلى أن المصريين وهم 100 مليون نسمة يُمثلون رُبع سُكان العالم العربى، كما ينتمون إلى نفس العِرق مع إختلاف الدين، ويعيشون معاً فى تناغُم وسلام نابع من طبيعتهم الشخصية بما ينعكس على مواقف الدولة السياسية الرامية إلى تحقيق التعاوُن البنّاء مع دول العالم لتحقيق الإستقرار السياسى والرخاء الإقتصادى والمنفعة المُشتركة دون أى أطماع سياسية أو حدودية.
وإستعرض السفير التطوّر البيانى لإنتشار فيروس كورونا فى مصر والإجراءات الحكومية فى هذا الشأن وحتى المراحل الثلاثة لخطة التعايُش التى أعلنتها وزارة الصحة، مُشيداً بجهود الحكومة فى التعامُل مع الأزمة والتى إستحقت معها إشادة مُنظمة الصحة العالمية بالرغم من عدم وصولنا إلى ذروة الإصابات حتى الآن، وكذلك النموذج الذى ضربته الحكومة لما يجب أن يكون عليه شكل التعاون الدولى فى زمن الكورونا وما بعده من خلال تعاوُنها المُشترك بدايةً من زيارة وزيرة الصحة إلى الصين وما تبعها من تقديم مُساعداتٍ إلى العديد من الدول كإيطاليا والولايات المُـتحدة والسودان وجنوب السودان والكونغو الديمقراطية وزامبيا وغيرهم فيما يخص الكمامات والمطهرات وملابس العزل الطبى، بينما تلقت مساعدات من الصين فيما إحتاجته مصر من إختبارات الكشف على الفيروس، أى أن مصر لم تنغلق على نفسها أو تنشغل داخلياً فقط كما فعل البعض، ولم تتبع النمط التقليدى ما بين مانح ومتلقى، وإنما ساعدت عندما إستطاعت وتلقت العون عندما إحتاجته.
ودعا السفير المصرى النرويجيين إلى زيارة مصر، خاصةً بعد إنتهاء أزمة الكورونا وإعتباراً من الصيف القادم بعد فتح الدول لحدودها ومطالراتها، وإستئناف شركات الطيران لرحلاتها إلى مختلف بقاع العالم، مُستعرضاً جهود الحكومة فى تسهيل السياحة إلى مصر سواء صحياً أو أمنياً ومجهودات السفارة فى دعم الرحلات السياحية إلى مصر ومحاولة تأمين خط طيران مٌباشر بخلاف طائرات الشارتر المُـتجهة إلى شرم الشيخ والغردقة.
كما عقّب السفير على قضية التمييز ضد العرق أو اللون على ضوء المُظاهرات الشعبية العالمية الجارية لدعم تلك القضية بالتأكيد على عدم وجود إختلاف عرقى بين المصريين لكونهم جميعاً ينتمون إلى عرقٍ واحد ولكننا يختلفون فقط فى طُرق العبادة، علماً بأن الأقباط فى مصر ليسوا أقلية بل جزءٍ رئيسى من نسيج المُجتمع المصرى القائم على أساس المُواطنة.
أمّا فيما يرتبط بإختلاف اللون فهو أمر بالغ الحساسية لدى المصريين بالذات بإعتبارهم أفارقة ومن أقدم من عاشوا على القارة الأفريقية والصور على المعابد المصرية القديمة تُبرهن ذلك، فضلاً عمّا يتعرّضون له فى الخارج من مُضايقات أو تمييز خاصةً فى الغرب، مُشدداً على أن مواجهة التمييز مسئولية المُجتمع الدولى وعليه أن يعمل على مُكافحة التنميط الذى يتعرّض له الكثيرون لإختلاف عرقهم أو لونهم خاصةً فى ظل العولمة، كُلٍّ وفقاً لقدرته، مُشيراً إلى وجود الأساس لذلك فى قرار مجلس حقوق الإنسان 1618 لمُكافحة التمييز وكذلك قرار المجلس لمُكافحة التمييز ضد الأشخاص ذوى الأصول الإفريقية.