أعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في تقريره عن النصف الأول من العام الجاري 2020، عن تنفيذ مجموعة من الأنشطة والحملات التوعوية التي تستهدف مختلف فئات المجتمع، وتناقش قضايا مهمة تلامس واقع الناس وتلبي احتياجاتهم المعرفية، وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب – شيخ الأزهر واهتمامه بجانب التوعية والتواجد المستمر لوعاظ وواعظات الأزهر بين الناس والاستماع إليهم والرد على استفساراتهم، ودعم دور الأزهر المجتمعي يما يحقق متطلبات تجديد الخطاب الديني ويحفظ المجتمع من دعوات التطرف والغلو والبعد عن وسطية الدين الإسلامي الذي ينشر السلم ويحقق الأمن للمجتمعات.
وأكد د. نظير عيّاد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أنه رغم الظروف التي يمر بها العالم نتيجة أزمة كورونا وما ترتب على ذلك من اتخاذ الإجراءات الاحترازية التي حالت دون الاتصال المباشر للوعاظ والواعظات مع الجمهور، إلا أن أنشطة المجمع لم تتوقف خلال الربع الثاني من العام الجاري وتم استكمال هذه الأنشطة وتنفيذها بشكل إلكتروني يحقق رسالة الأزهر ودور دعاته في الحفاظ على وعي الناس، حيث تنوعت أنشطة المجمع ما بين أنشطة مباشرة وإلكترونية في الربع الأول، وإلكترونية فقط في الربع الثاني من العام الجاري، تم تنفيذها جميعًا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية للمجمع.
وعلى مستوى القوافل الدعوية، قال عيّاد إن النصف الأول من العام الجاري شهد تنفيذ نحو (403) قافلة توعوية ضمن فعاليات البرامج التوعوية التي ينفذها المجمع بالتواصل المباشر مع المواطنين في جميع محافظات ومدن وقرى الجمهورية؛ من أجل نشر القيم الأخلاقية والمجتمعية التي تدعم التعايش السلمي في المجتمع، وتصحيح المفاهيم، ومعالجة الظواهر السلبية في المجتمع، والتأكيد على معاني حب الوطن وضرورة العمل على استقراره، مع التركيز على جميع فئات الشعب المصري، وخاصة الشباب من خلال بث الأمل في نفوسهم ودعوتهم إلى الجد والاجتهاد، واختيار القدوة الحسنة واستحضار النماذج الناجحة في مختلف المجالات العلمية والعملية، حيث تم تكثيف التواجد في المناطق الحدودية وتنفيذ العديد من البرامج التوعوية لحماية قاطني تلك الأماكن من خطر الفكر التكفيري، والرد على أسئلتهم واستفساراتهم حول كل ما يلامس واقعهم ويرتبط بشأنهم ارتباطًا مباشرًا، حيث يعمل المجمع على محاصرة أرباب الفكر المنحرف والمضلل وحماية الناس من خطر الإرهاب، ومن أعداء الوطن الذين يحاولون هدم الوطن من خلال بث الشائعات المغرضة.
أضاف الأمين العام أنه في إطار التنوع في الاتصال مع الجماهير عقد المجمع (10417) لقاء وندوة ثقافية في قطاعات الأمن المركزي، ومراكز الشرطة، والسجون، ودور الرعاية، ومراكز الشباب، والتي تم تنفيذها في الربع الأول من العام الجاري قبل توقف أنشطة الاتصال المباشرة، وذلك في إطار خطة الأزهر الشاملة في مجال التوعية والتواجد المستمر بين الناس، حيث قدمت تلك اللقاءات رسائل توعوية بشكل يلائم بعض الشرائح المجتمعية المختلفة، مما يحقق تأثيرًا جيدًا في عملية التواصل مع الجماهير، من خلال معايشة قضايا وهموم المواطنين وتبسيط المعاني لهم وبعث الأمل في نفوسهم واستعادة قيم التراحم والمحبة والشهامة والمروءة والتكافل وحب الوطن، بالإضافة إلى (3147) مقهىً ثقافيًا، في قصور ودور الثقافة، والمقاهي، لتحقيق مزيد من الاتصال الفعال بين وعاظ الأزهر الشريف وجميع فئات وشرائح المجتمع، من أجل التوعية المجتمعية بالمشكلات والقضايا التي تشغل بال المجتمع والعمل على حلها، من خلال عقد العديد من الحوارات النقاشية المتبادلة مع الجمهور.
وفيما يتعلق بالحملات التوعوية نظم المجمع نحو (24) حملة توعوية ميدانية وإليكترونية بواقع حملة أسبوعية، تم تنفيذها في جميع مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية بمشاركة وعاظ وواعظات الأزهر، من خلال توجيه نصائح تربوية وتنموية وتوعية متنوعة لجميع الناس بأسلوب مفهوم وبلغة سهلة مع التركيز والإيجاز من خلال صفحات التواصل الاجتماعي والموقع الإليكتروني الرسمي للمجمع؛ حيث ركزت هذه الحملات على بيان مسؤولية الإنسان، واستشعار تلك المسؤولية نحو الأسرة والمجتمع والوطن، والتأكيد على أهمية بناء الشخصية التي تتحمل المسؤولية والتي تدرك معاني الانتماء للوطن، وكذلك توعية الناس بواجباتهم تجاه وطنهم وأهمية الحفاظ عليه، وبيان ضرورة التعايش المشترك وحثهم على العمل والإنتاج والنهوض بالمجتمع الذي يعيشون فيه، وتحذيرهم من مخاطر الأفكار المتطرفة، وبيان أهمية القيم الأخلاقية في حياتنا والتكاتف والتكافل والتفاؤل للخروج من الأزمات.
وركزت الحملات في برنامجها على أهمية العمل والاجتهاد في حياة الناس، حتى يكونوا نموذجًا مشرفًا لمصر يـأخذوا بأيدي بلادهم إلى التقدم والرقي، ويقدموا صورة للعالم تؤكد أن المصريين قادرون على صناعة أمجادهم بأيديهم على مر التاريخ والأزمنة، وأنهم على قدر من الكفاءة العالية في أداء واجباتهم والحفاظ على مقدراتهم، بالإضافة إلى توعية المواطنين بضرورة التحلي بالإرادة القوية والتحدي المستمر في تحقيق الأهداف والطموحات التي يسعى الفرد للوصول إليها، كما استهدفت دعمهم بروح التحدي في مواجهة المشكلات المتجددة في المجتمع، والإصرار على تجاوزها، وإثبات قدرة النفس على تخطي الصعاب والوصول إلى تحقيق الذات خصوصا في ظل تلك الفترات العصيبة التي يمر بها العالم أجمع.
وأشار الامين العام إلى أن المجمع لم يغفل الاهتمام بفئة السيدات في الجانب التوعوي، حيث تم عقد (15479) درسًا للسيدات، في إطار الاستفادة من جهود وطاقات واعظات الأزهر الشريف في الجهود التوعوية التي يقوم بها المجمع، من خلال مشاركتهن المجتمعية بجانب الوعاظ في اللقاءات والندوات، مع التركيز على القضايا والمشكلات المجتمعية التي تشغل بال أفراد تلك الأسر، والتعرف على واقع وملابسات تلك القضايا والمشكلات وبما يسهم في تقديم حلول لمعالجتها، والتواصل مع السيدات بشكل فعّال من خلال مناقشة العديد من القضايا المهمة، والرد على أسئلتهن واستفساراتهن المختلفة بصورة سهلة مبسطة، وتنمية القيم الأخلاقية والمجتمعية لديهن، وبث الأمل في نفوسهن.