نعت النقابة العامة للأطباء، شهداء الأطباء بفيروس كورونا المستجد، والبالغ عددهم نحو 74 شهيد، قائلة: تقف كل الكلمات عاجزة ومنبهرة أمام نوعية من البشر تعيش بيننا بأرواح ملائكة اختصهم الله بصفات الرحمة والشجاعة والإنسانية كمشاعر وأفعال يتقدمون الصفوف الأولى فى حرب شرسة مع عدو لا يرحم، يتحور ويخادع بكل الطرق لغزو أجسادنا، أثرنا الاختباء والانعزال فى البيوت وتركناهم، اذهبوا وحاربوا إنا هاهنا قاعدون.
وأضافت نقابة الأطباء: هؤلاء الأبطال تقبلوا المهمة وفاءا للرسالة وللقسم العظيم وتقدموا للعدو بصدور مفتوحة لا تهاب الموت، كتبوا وصيتهم، وودعوا أحبابهم، ترجلوا فى الساحة بقلوب آمنة مطمئنة ووجوه مستبشرة راحوا ينثرون مشاعر الطمأنينة على مرضاهم لتقوى مناعتهم فتساعدهم فى الانتصار على الفيروس اللعين، وبفدائية كبيرة تلقوا الضربات وبصبر اكبر اعتبروها منحة من الله وفرحوا بدرجة الشهادة، ولم يختلف الأمر بين شباب فى مقتبل حياته المهنية والاجتماعية وبين أساتذة واستشاريين فى قمة نضجهم الطبى المهنى بعضهم معلوم جهدهم ودورهم فى حياة الناس بشكل ظاهر ومعروف والبعض الأخر كان يؤثر ان يكون خيره وجهده هو خبيئته مع الله.
وتابعت: قائمة تخطت ال 74 شهيد حتى كتابة هذه السطور، والعداد مستمر يوميا لا يتوقف، فى قصصهم عبرة، نقف أمامها للتأمل والترحم على نفوس وأفعال جليلة، فمحنة كورونا كما اختطفت منا قمم فى الطب، أزاحت الستار عن أبطال لم نكن نعرف عن الوجه الأخر لهم مع الناس فهم يمارسون الإنسانية من أجل الإنسانية دون أن يشعر بهم أحد فهم لا يبتغون جزاءا ولا شكورا فمنحهم الله هذه الدرجة من الشهادة ومنهم.
وقالت: الشهيد الدكتور محمد حشاد، طبيب شاب اخصائى الأطفال بمستشفى ناصر العام وعمره 35 سنة، لم توقفه أى معوقات أو نقيصة فى إمكانيات ,كان جزء من محاربته للوباء هو التغلب على كل مايعوق وصوله لهدفه، خاض معركته بكل ماهو متاح أو غير متاح فكان يلعب كل الأدوار بالإضافة لكونه الطبيب المداوى فتارة تجده فاعل الخير الذى يجمع التبرعات لشراء نواقص ومستلزمات هامة للمرضى او للمستشفى وتارة تجده كهربائى او سباك او نجار كما وصفه اصدقاؤه، مشهد هرولته بأسطوانة الأوكسجين -للحاق بتنفس مريض- لا يضيع من ذاكرة كل من يراه المهم عنده الا يتوقف العمل ويجد المريض كل ما يحتاجه .
وتابعت: من الشهداء الذين أوجعوا قلوب كل من عرفهم سواء مرضى أو تلاميذ أو أصدقاء هو العالم الجليل الدكتور عادل فؤاد رمزى، أستاذ الجراحة بقصر العينى وهو احد العلامات البارزة فى زراعة الكبد فى مصر بل والعالم والذى وضعت له صورة فى المتحف البريطانى مع مجموعة من أمهر الجراحين فى العالم وذلك تقديرا لما قدمه فى مجال الجراحة فقد تولى رئاسة كلية الجراحين العالمية، وأزيح الستار عام 2010 عن هذه الصورة التذكارية فى مجلس اللوردات البريطانى وهو يتصدرها خلال إجراء جراحة لمريض مع مجموعة من كبار الأطباء بكلية الجراحين الدولية من مختلف الدول .ولا يتوقف نزيف الموت عن اختطاف ملائكة الرحمة من بينا .