أبرزت شبكة "سى إن إن" الأمريكية، انتقال درب المشى الطويل بالبحر الأحمر، إلى العالم الافتراضى، فى ظل جائحة كورونا التى أدت إلى تعطيل النشاط السياحى حول العالم.
وقالت الشبكة فى نسختها، إن العديد من الوجهات والمواقع السياحية انتقلت إلى العالم الافتراضى فى ظل كورونا. ولكن، عندما يأتى الأمر إلى درب مشى يبلغ طوله 170 كيلومتراً، هل نقله بكل ما يحتضنه من مشاهد برية ساحرة، إلى ضيافة البدويين هو أمر ممكن؟
وفى عام 2019، تم الكشف عن درب جديد للمشى لمسافات طويلة فى مصر، وهو درب جبال البحر الأحمر الذى يُعتبر أول درب للمشى الطويل فى بر مصر الرئيسي.
وساهم الرحالة البريطانى بن هوفلر، والمغامر المصرى عمر السمرة، بالتعاون مع قبيلة المعزّة، فى تحويل هذا المسار إلى حقيقة.
ولم يكن إنشاء هذا الدرب يتمحور حول "رسم خط على الأرض" فقط بحسب تعبير هوفلر، إذ قال فى مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "رأينا جبال البحر الأحمر كمشاهد طبيعية ذات أبعاد عديدة بعضها يتجاوز البعد المادي. وكان المشهد الطبيعى أمراً مادياً، ولكنه أيضاً مساحة للذكريات، والأساطير، والثقافة".
وإلى جانب توفير رحلة عبر الجبال، أكد البريطانى أنهم يوفرون رحلة عبر الثقافة والتاريخ أيضاً.
وأُغلق درب البحر الأحمر منذ النصف الأخير من مارس، كما ألغيت جميع الرحلات التى تم تخطيطها فى فصل الربيع للحرص على بقاء المجتمعات البدوية بأمان حتى تكون الأمور تحت السيطرة.
وبدلاً من الانتظار لاستمرار الرحلات بعد انتهاء الجائحة، قرر هوفلر جلب تجربة الترحال بين زوايا درب جبال البحر الأحمر إلى العالم الافتراضى، فقال: "البقاء مكتوفى الأيدى ليس شيئاً محفوراً فى حمضنا النووى. ويُعد درب البحر الأحمر مشروعاً بدوياً، وهو سيتعامل مع الجائحة بطريقة بدوية، ويتكيف مع الصعوبات من أجل البقاء".
ويستغرق المشى فى المسار على أرض الواقع 10 أيام، وتقوم التجربة الافتراضية بتغطية يوم من الرحلة كل 5 أيام، ما يعنى أن التجربة الكلية ستستغرق 50 يوماً، وفقاً لما ذكره الدرب عبر حسابه الرسمى فى "فيس بوك".
ولإثراء التجربة الافتراضية، تعرض التجربة صور فوتوغرافية لعرض المشاهد الطبيعية للمنطقة، بالإضافة إلى مخططات توضح مسار الرحلة، ومواقع النجوم التى تساعد البدويين فى العثور على طريقهم.