تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم الجمعة بذكرى استشهاد القديس بلاجيوس الصبي الشهيد، ويروي الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني سيرته في النقاط التالية:
عبدﹶرام ملك العرب حاز غلبة عظيمة على المسيحيين في إسبانيا سنة 921 وقتل كثيراً منهم وأسر كثيراً.
ومن جملة الأسرى كان أسقف مدينة طوي فأخذهﹸ مصفداً بالحديد إلى مدينة قرطبة في إسبانيا. فقال الأسقف للملك: لا يخفاك أن تحت يدي بعض المغاربة قد أﹸسروا في الحرب. فإن أطلقتني أنال لك إطلاقهم. ولصدق مقالتي أترك عندك رهناً ابن أخي. وكان له ابن أخ اسمهﹸ بلاجيوس وعمرهﹸ عشر سنين. فرضي الملك بذلك وأطلق الأسقف وأمسك عندهﹸ بلاجيوس.
وكان هذا الصبي ذا فضائل سامية. وبقي في الأسر خمس سنين .
ففى ذات يوم إذ كان عبدﹶرام الملك يتغدي شرع أحد مشيريه يصف لهﹸ جمال بلاجيوس الصبي الأسير. فأمر باحضاره ولما رآه بهت من جماله وقال له: إجحد إيمان المسيح واتبع ديني وأنا أجازيك مجازاة عظيمة.
وقال له الصبي "أيها الملك لستﹸ أشاء ابداً أن أكفر بالمسيح. لأن مواعيدك زائلة ويسوع المسيح الذي خلق جميع الأشياء يعطيني مجازاة أبدية، فدنا منه الملك وأراد أن يلاطفه فزجرهﹸ هذا الفتى بشجاعة قائلاً: تأخر أيها الوقح اتحسبني كأحد الصبيان الفاسدين شركائك.
فاغتاظ الملك منهﹸ وأمر بتعذيبه وقتله أو يكفر. فأخذه الأعوان وشرعوا يعذبونه بأنواع مختلفة ثم قطعوا يديه ورجليه ورأسهﹸ وهو يصرخ: اللهم خلصني من أعدائي.
وهكذا تم استشهادهﹸ في اليوم السادس والعشرين من شهر يونيه سنة 925. وطرح جسده في نهر غوادﹺلكبير، ورفع الله قدر شهيده بلاجيوس بكرامات باهرة وشيد كنائس كثيرة على اسمه في اسبانيا.