قال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن مسيحي دولة إثيوبيا فى زيارته الأخيرة استقبلوه بالهتاف: "الإسكندرية أمنا ومار مرقس أبونا"، وذلك نسبة إلى أن الايمان المسيحى انطلق من مدينة الإسكندرية إلى سائر بلاد أفريقيا، وأن القديس مار مرقس كاروز الديار المصرية هو أول من بشر بالإيمان المسيحى فى مصر ومنها إلى أفريقيا .
جاء ذلك خلال ترؤس البابا تواضروس الثانى مساء عشية عيد استشهاد القديس مار مرقس الرسول، كاروز الديار المصرية بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية مساء اليوم، بحضور القمص رويس مرقس والأنبا بافلى أسقف قطاع المنتزه والشباب بالإسكندرية وعدد من الآباء الكهنة.
وأشار إلى أن الكنيسة تحتفل بذكرى الشهيد مار مرقس الرسول مؤسس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومدرسة الإسكندرية اللاهوتية والتى تطورت فيما بعد إلى المدرسة الإكيلريكية، التى بدأ التبشير بالإيمان من مدينة الإسكندرية وهى إحدى المدن القديمة بالإسكندرية بالعالم منارة الفكر وعاصمة الثقافة فى ذلك الوقت وتم إحياء ذلك فى العصر الحديث بإعادة إنشاء مكتبة الإسكندرية، قائلاً: "نحظى بالحياة فى المدينة الجميلة والتى بدأ منها الدعوة للإيمان، وأوضح أن القديس مار مرقس أحد الرسل الـ70 للسيد المسيح وتتلمذ على يديه وهو من مواليد دولة ليبيا وإلى الآن يوجد وادى فى ليبيا يطلق عليه "مرقس" ووادى آخر اسمه "الأسد" نسبة إليه وله إنجيل باسمه فى العهد الجديد بالكتاب المقدس ويعد هذا الإنجيل الأول فى الأناجيل الأربعة من العهد الجديد ويتضمن كل المعجزات التى قام بها السيد المسيح.
وقال إن القديس مار مرقس شخص له هدف فى الحياة ويعى قيمة الوقت باعتبارها عطية من الله، مشددًا على ضرورة أن يكون للإنسان هدف يسعى لتحقيقه والإصرار على النجاح للوصول لهذا الهدف، كما شدد على ضرورة أن يكون للإنسان رؤية والاهتمام بقيمة الوقت فى حياته بالتوازى مع حياة التسليم لإرادة الله، وشبه حياة الإنسان الذى يعيش بلا هدف باللوح الخشبى الذى يطفو على الماء بلا هدف أو اتجاه .