أكد الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى، أن الهيئات والمؤسسات الإسلامية تواجه العديد من مشكلات عاقتها عن القيام بالمأمول منها في خدمة الجاليات دينياً واجتماعياً، بسبب اختلاف اللغات والانتماءات الوطنية الأصلية والتعصب للمذاهب والأحزاب والجماعات، ونشاط الفرق والطوائف المنحرفة علاوة على الأثر السلبي الذي تحدثه حوادث الإرهاب التي تسيء إلى المسلمين، والضغوط النفسية التي يسببها إعلام الأحزاب والمنظمات القومية المتطرفة، وتصعيد موجة التخويف من تزايد الوجود الإسلامي في الغرب.
وأضاف التركى، خلال افتتاح ندوة " المراكز الإسلامية في أوروبا والأمريكيتين وروسيا" التي تقيمها الرابطة بمركز الأميرة الجوهرة الثقافي في بوقوينو، أنه على الرغم من هذه المشكلات، فقد تحقق الكثير من الخير للجاليات المسلمة عبر هذه الهيئات والمؤسسات، بتوفيرها أماكنَ وأجواء ملائمة للقاء والتعارف والتواصل، وإقامة الصلوات والجُمع والأعياد، وتلقِّي الدروس والمحاضرات التي تعلم الدين وتحث على التمسك به وتوثيق صلة المسلمين بعضهم ببعض، وترشد إلى حسن تعاملهم مع غيرهم، ومساعدة الأسر في تعليم الناشئة أساسيات الدين واللغة العربية، وإنشاء المكتبات الإسلامية، وتنظيم الدورات التعليمية في اللغة العربية والعلوم الشرعية.
وأوضح التركى، فى بيان اليوم أن الاعتماد على الطاقات البشرية المتميزة في الإدارة والتنظيم، يكسب المراكز الإسلامية قوة وتميزاً في أداء رسالتها سواء في خدمة الجاليات المسلمة والدفاع عن حقوقها، أو في التعريف بالإسلام وتصحيح الصور المغلوطة عنه، وتعزيز العلاقات مع غير المسلمين كما أن الاعتناء بالمراكز الإسلامية في التخطيط والتجهيز والإدارة والصيانة، تنعكس بإيجابياتها على ما تقدمه من برامج دينية واجتماعية وثقافية، وعلى إقبال أبناء الجاليات عليها، وحرصهم على التعاون معها، وتثير إعجاب من يزور المركز من غير المسلمين، وتصحيح الصورة المغلوطة لديهم عن المسلمين ودينهم وحضارتهم.
وحث التركى، المراكز والمؤسسات الإسلامية على إيجاد علاقة متينة بمجتمع الجاليات المسلمة، تتميز بالانفتاح عليها، والاهتمام بشؤونها في مختلف مواقعها، والتعرف على حاجاتها ومشاركتها همومها وتطلعاتها، والتعاون معها على حل مشكلاتها، ومساعدتها بما يمكن في الفتاوى والإرشادات الشرعية، وتوجيه شبابها توجيهاً سليماً، والاستفادة من خبرتهم ومواهبهم في البرامج والمشاريع المختلفة لافتا أن التوعية الدينية في الجاليات المسلمة، على اختلاف شرائحها، من أهم المهمات المنوطة بالمراكز الإسلامية حيث يجب أن تركز على إبراز عالمية الإسلام، وما اشتمل عليه من خير ورحمة للبشرية، وأن انتشاره في كثير من الشعوب والبلدان، كان بسبب السمو الخلقي والإنساني، الذي أبداه المسلمون الأولون، في التعامل مع غيرهم.
وأضاف التركى، أن مما يعين المراكز الإسلامية على مهماتها، أن تكون العلاقة التي تربطها بما يشابهها من مؤسسات وهيئات، علاقة إيجابية تتجلى فيها قيم الأخوة والتعاون والتسامح والرغبة في الاستفادة من التجارب الناجحة، والتركيز على ما يجمع ويؤلف بين القلوب، وتجنب ما يثير الجدل والخصومات من الأمور الخلافية، أو التعصب لانتماءات الأوطان الأصلية، والقوميات والأحزاب والجماعات، على حساب القيم الإسلامية المشتركة مشيرا إلى أن المركز الإسلامي يمثل همزة وصل بين الجالية المسلمة والجهات الحكومية، فعلى قيادات المراكز أن تحرص على أن تكون هذه العلاقة في مستوى التطلعات، وأن تستعين في تحقيق مقاصدها بذوي الشأن والخبرة ومن لهم علاقات جيدة في الدولة والمجتمع.
وأوضح التركى، أنه ينبغي أن يتوجه المركز الإسلامي إلى غير المسلمين، برسالة مؤداها التعرف والتعريف بالإسلام والمسلمين، وما لديهم من ثقافة وتراث، وتفنيد الشبهات التي تثار حول بعض القضايا التي يثيرها الإعلام المعادي، وتجلية الموقف الصحيح للإسلام من الإرهاب والتطرف، والعلاقة مع غير المسلمين، وما تشتمل عليه الرسالة الخاتمة من الدعوة إلى العدل والرحمة والمثل العليا، واحترام الكرامة الإنسانية، ومحاربة الظلم والطغيان، وبغي الإنسان على أخيه الإنسان علاوة على الحرص مبينا أن حرص المراكز والجمعيات الإسلامية، على توقي ما يثير النزاع فيما بينها، أو فيما بينها وبين الفئات غير المسلمة على اختلافها، يعطي للرسالة التي تتوجه بها إلى غير المسلمين، قوتها التأثيرية، ولا سيما إذا تكامل هذا مع تركيز الجهود على توعية مجتمع الجاليات، وتأهيله لإظهار إيجابياته في خدمة المجتمع وتنمية مؤسسات الدولة.
وطالب التركى، المراكز الإسلامية بالصلة الإيجابية مع سفارات الدول الإسلامية، فيما يؤدي إلى التعاون العام وخدمة الجاليات، بعيداً عن الدخول في المشكلات التي تدور في داخل العالم الإسلامي، وتوجيه الجاليات المسلمة إلى تعميق معاني الوحدة الإسلامية، والتركيز على القضايا المحلية التي تخصها والتعاون في معالجتها مؤكدا أن نقل الخلافات والمشكلات التي تقع في بعض الدول الإسلامية، إلى مجتمع الجاليات، يؤثر سلباً على التعاون على تحصين أنفسهم وأسرهم من الذوبان في مجتمع المهجر مشددا على أن يكون لقيادات المراكز مواقف واضحة ومعلنة من الجماعات والتنظيمات التي تنتهج العنف والإرهاب، حتى تكون المراكز بعيدة عن الشبهات، وتتمكن من إيجاد صلة تعاونية مع الشخصيات الإسلامية العلمية والدعوية في العالم الإسلامي، تستعين بهم في الدورات التعليمية أو التدريبية والمحاضرات الموجهة لعموم الجاليات المسلمة.
وقال التركى: وحيث أصبحت الحياة المعاصرة معتمدة اعتماداً كبيراً في متطلباتها، على الإعلام والاتصال، فإن على المراكز الإسلامية أن تعطي الجانب الإعلامي حقه من الاهتمام في أداء رسالتها تجاه المسلمين، أو في الفضاء الاجتماعي العام، وأن تحرص على الاستفادة من شباب الجاليات في الجوانب الفنية والتقنية.
من جانبها عبرت نائبة رئيس فدرالية البوسنة والهرسك الدكتورة ملكية محموتبيقوفيتش، عن شكرها للمملكة العربية السعودية على دعمها المتواصل لشعب البوسنة والهرسك مثمنا الدور الثقافي والعلمي والديني الذي يقام من خلال مركز الجوهرة في بوقوينو.
كما أكد ممثل رئيس العلماء في البوسنة والهرسك مفتي كانتون وسط البوسنة والهرسك الدكتور أحمد عديلوفيتش، أن في البوسنة 1144 مسجدا دمر منها أثناء الحرب أكثر من 600 مسجد وتم تخريب أكثر من 300 مسجد وبفضل من الله وتوفيقه تمكنت المشيخة الإسلامية من إعادة بناء تلك المساجد بمساعدة ودعم من المملكة العربية السعودية .
ثم تحدث رئيس بلدية بوقوينو حسن أيكونيتش في كلمة أكد فيها أن هذه الندوة التي تقيمها الرابطة على أرض بوقوينوتعد رسالة واضحة للعالم أجمع أنه بالإمكان الجمع بين الشرق والغرب لافتا أن معاناة الشعب البوسني بعد الحرب خرجت ولله الحمد بتوفيق الله عز وجل ثم بدعم ومساندة المملكة العربية السعودية وبعض دول العالم الإسلامي معربا عن شكره لرابطة العالم الإسلامي على اقامة هذه الندوة المهمة متمنيا للقائمين عليها التوفيق والسداد.
اخبار متعلقة..
المؤسسات الدينية تدين الحادث الإرهابى بحلوان وتطالب بالحسم مع الجماعات الإرهابية
"الأوقاف" تعلن طرح كتاب "حماية الكنائس فى الإسلام"