تفوق عقوق الوالدين في الآونة الأخيرة، على كل مظاهر القسوة والعنف، وفاقها قبحا، مع أن طاعتهما من طاعة الله عز وجل، وعقوقهما وعصيانهما كبيرة من الكبائر، وأفتي بعض الشيوخ بأنها تدخل في الإشراك بالله، لقوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا).
ورغم ذلك نجد الكثير من العاقين الذين لا يستحون، وقد التقينا بإحدى ضحايا عقوق الوالدين، الحاجة محفوظة عبد الراضي، تبلغ من العمر 73 سنة، تقيم بحي الوراق، وتعيش معظم يومها في الشارع، فقد تركها أبناؤها للجيران والأغراب، يقومون برعايتها وخدمتها، كلما سمحت لهم ظروفهم.
وتقول الحاجة محفوظة: "غصب عني قاعدة في الشارع، ومش بالساهل عليا رميتي، من يومي شاربة الغلب، جوزي كان أرزقي على باب الله، وتوفى وماكنش ليه معاش".
واستطردت: عندي 9 أولاد، كل واحد منهم في بيته، مابيسألوش عليا، ورعاية ربنا ليا أحسن من أي حاجة، وأي حد بيعرفني بيساعدني، الغريب أحسن من القريب، وعيالي فين وفين على ما يفكروا يسألوا".
وذكرت الحاجة محفوظة: "أنا لو معايا فلوس أو مرتاحة في عيشتي، ماكنتش قعدت في الشارع، لكن ربنا اللي عالم بيا وبرميتي، وزعل الدنيا اللي جوايا، أيامي شبه بعضها، اللي ببات فيه باصبح فيه، وباحزن على ولادي اللي مابيسألوش، باحزن لأني مش لاقية اللقمة".
وأوضحت محفوظة: "أمنيتي أعيش مستورة في بيت، وربنا يرضيني ويكفيني مرمطة الشارع، وولادى تبص عليا بدل ما أموت وأعفن وأنا لوحدي، ومش زعلانة منهم، ولا غضبانة عليهم، هما أرزقية وما باحبش أرخم عليهم ولا على حد، وكل واحد أولى ببيته وعياله، ماهو الحنية مش بالغصب".