يستعد الراصدون للسماء في مصر الوطن العربي لرصد المذنب نيووايز (C/2020 F3) بعد انتقاله من سماء الفجر ليصبح مرئياً في سماء المساء بعد غروب الشمس، وهذا يعني بأن عدد أكبر من الناس سوف تشاهده بعكس الرصد خلال الساعات الأولى من الصباح الباكر.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها ، أنه نظرياً ستبدأ أول فرصة مسائية لرؤية المذنب نيووايز بعد غروب شمس الأحد 12 يوليو 2020، حيث سيكون على إرتفاع 5 درجات فوق الأفق الشمالي - الشمال الغربي بعد 80 دقيقة من غروب الشمس، ولكن بحلول يوم الثلاثاء 14 يوليو سيكون إرتفاع المذنب قد تضاعف إلى 10 درجات وسيقع إلى أعلى يمين موقع غروب الشمس، وبحلول 19 يوليو سيكون قد تضاعف مرة أخرى إلى 20 درجة، وفي ذلك الوقت سيكون قد انتقل إلى الأفق الشمالي الغربي.
وتابع التقرير : وعليه يتوقع بأن أفضل وقت لمشاهدة المذنب نيووايز خلال المساء سيكون في الفترة من 14 إلى 19 يوليو الجاري.
يجب التذكير بأن رؤية المذنب تحتاج إلى أفضل الظروف الجوية الممكنة، فحتى مذنب لامع مثل نيووايز يمكن طمسه بواسطة غيوم الأفق الرقيقة ، الضباب ، الهواء الرطب ، الدخان ، توهج الشفق وخاصة أضواء المدينة، لذلك كلما ابتعدت عن إضاءة المدن كلما كانت السماء مظلمة وتتحسن رؤية المذنب ويفضل استخدام المناظير.
ولحسن الحظ، فإن القمر لن يكون موجود في بداية الليل حيث سيكون مشاهداً فقط في سماء الصباح حتى 20 يوليو، وخلال ليالي يوليو المتتالية نظرياً سيصبح المذنب أكثر خفوتًا، ولكنه سيكون بعيدًا عن الشمس، وفي وقت لاحق سيكون مرئي من المواقع المظلمة، وبحلول شهر أغسطس سيكون المذنب مشاهد من خلال التلسكوبات الصغيرة فقط.
وعلى الرغم من أن المذنب يتحرك بعيدًا عن الشمس ويبدأ في الخفوت، فمن المحتمل أن يكون هذا الخفوت بطيئًا في البداية ، لأنه يقترب الآن من الأرض. حيث سيكون المذنب في أقرب مسافة من كوكبنا ("الحضيض") مساء الأربعاء 22 يوليو ، حيث سيكون على مسافة 103.5 مليون كيلومتر، وبعد ذلك سيكون خفوت المذنب أكثر سرعة مع ابتعاده عن الأرض والشمس.
بشكل عام هناك توقعات بأن اللمعان الظاهري للمذنب نيووايز سيكون من القدر الثاني خلال الفترة من 12 يوليو وحتى 17 يوليو ، بعد ذلك سيصبح لمعانه من القدر الثالث من 18 يوليو حتى 22 يوليو ، ولكن يجب التذكر بأنه لا يمكن التنبؤ بسلوك المذنبات.
من ناحية اخرى تشير القياسات أن قطر نواة المذنب تبلغ خمسة كيلومترات وهناك ذيل طويل جميل منحنيًا من الغبار بلون ضارب للصفرة يشاهد عبر المناظير والتلسكوبات الصغيرة، وإلى جانب الذيل الغباري هناك ذيل أيوني من الغازات، ويفترض رؤية الذيل الغباري بسهولة في السماء المظلمة وكلما اقترب المذنب من الأرض.
جدير بالذكر بأن نيووايز يعتبر الظهور الأفضل لمذنب للراصدين في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بعد فترة امتدت ربع قرن تقريبًا منذ المذنب (هيل- بوب) عام 1997.