أشاد مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس ادهانوم، بالتجربة المصرية في مواجهة التهاب الكبد الوبائي فيروس (سي) .. مشيرا إلى أن مصر قامت باختبار نحو 12 مليون مواطن كما وفرت العلاج مجانا للمصابين.
وأضاف - في مؤتمر صحفي في جنيف اليوم الاثنين - أن تقرير المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للالتهاب الكبدي، أكدت انخفاض نسبة الأطفال المصابين بمرض التهاب الكبد الوبائي المزمن من فئة ( بى ) إلى أقل من 1 % في عام 2019 نزولا من 5 % في فترة ما قبل اللقاح (الفترة بين 1980 وأوائل عام 2000 ) وذلك وفقا للتقديرات الجديدة للمنظمة.
وتابع مدير عام منظمة الصحة قائلا "إن المنظمة حذرت في وقت سابق من تأثير الاضطرابات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا على الحصول على الخدمات الصحية اللازمة للالتهاب الكبدي الفيروسي وحثت على استمرار الخدمات المقدمة للمرضى ومنها التطعيمات .. مشيرا إلى أن مايصل إلى 325 مليون شخص في العالم اليوم يتعايشون مع الفيروس من الفئة (بى ) و ( سي ) .
وأكد أن الأدوية الجديدة حولت مرض فيروس (سي) من مرض خطير إلى مرض يمكن علاجه في 12 شهرا .. مشيرا إلى أن العالم اليوم قد حقق إنجازا هاما وهو الوصول للهدف العالمي بالحد من انتشار الفيروس الكبدي بين الأطفال أقل من خمس سنوات بحلول عام 2020 ، وهو الأمر الذي يقضي على حالات تليف الكبد وسرطان الكبد للأجيال القادمة.
ولفت ادهانوم إلى أن أكبر التحديات هو انتقال الفيروس من الأم للطفل .. مشيرا إلى أن المنظمة ستصدر غدا إرشادات جديدة في هذا الخصوص داعيا الدول إلى اتباعها .
ودعت منظمة الصحة العالمية - في تقريرها - إلى عمل موحد ومتصاعد للبناء على الإنجاز الذي تحقق وذلك من خلال جهود مكثفة لمنع انتقال فيروس الالتهاب الكبدي ( بي ) من الأم إلى الطفل من خلال اختبار الحوامل وتوفير العلاج الوقائي المضاد للفيروسات لمن يحتاجون إليه والحفاظ على توسيع نطاق الوصول إلى اللقاح بما في ذلك جرعة الولادة.
وأشار التقرير إلى أن حوالى 250 مليون شخص حول العالم يعيشون بالعدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد من الفئة ( بي ) .. محذرا من أن الأطفال الرضع هم فئة ضعيفة بوجه خاص .. موضحا أن حوالي 90 % من الأطفال المصابين بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي في السنة الأولى من حياتهم يصبحون حاملين لفيروس التهاب الكبدي الوبائي المزمن .. محذرا من أن هذا الفيروس يودي بحياة مايقرب من 900 ألف شخص كل عام.
وأكد التقرير أن اللقاح يوفر حماية بنسبة تصل إلى أكثر من 95 % ضد العدوى ولذلك توصي المنظمة بأن يتلقى جميع الرضع جرعة أولى من لقاح التهاب الكبد ( بي ) في أقرب وقت بعد الولادة ويفضل خلال 24 ساعة تليها جرعتان إضافيتان على الأقل .. مشيرا إلى أن تغطية ثلاث جرعات من اللقاح أثناء الطفولة وصلت الى 85 % في جميع أنحاء العالم وذلك ارتفاعا من حوالى 30 % في عام 2000.
وأوضح أن الوصول إلى أول جرعة حرجة خلال 24 ساعة من الولادة مازال ليس متكافئا حيث تبلغ التغطية العالمية لجرعة الولادة تلك 43 % ولكنها تنخفض في إقليم شرق المتوسط إلى 34 % ، و 6 % فقط في الإقليم الإفريقي.
وللحد من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، حثت المنظمة على توفير العلاج المضاد للفيروسات للنساء الحوامل، وفي حال النساء الحوامل اللاتى ثبت إصابتهن بفيروس ( بي ) ولديهن مستوى مرتفع من الفيروس في الدم يجب أن يتلقوا العلاج الوقائي باستخدام (تينوفوفير) من الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل وحتى الولادة.. لافتا إلى أن هذا العلاج متاح بتكلفة منخفضة في العديد من دول العالم باقل من 3 دولارات في الشهر.
وأشار التقرير إلى أن القضاء على انتقال فيروس ( بي ) من الأم إلى الطفل يعد نقطة انطلاق مهمة للوصول إلى أهداف استراتيجية منظمة الصحة التي تهدف إلى تقليل الإصابات الجديدة بنسبة 90 % والوفيات بنسبة 65 % مقارنة بمستويات 2015.
وحذرت المنظمة - في تقريرها - من أن تعطيل برنامج التطعيم بسبب وباء كورونا يمكن أن يكون له تأثير خطير على الجهود المبذولة للوصول إلى أهداف الاستراتيجية العالمية .. موضحة أنه في حال التهاون في أخذ جرعات اللقاح فسنصل للسيناريو الأسوأ بوجود ما يصل إلى 5.3 مليون إصابة مزمنة إضافية بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي بين الأطفال المولودين بين عامي 2020 و 2030 ومليون حالة وفاة إضافية تتعلق بفيروس ( بي ) بين هؤلاء الأطفال في وقت لاحق .. مشددة على أن تضييع فرص الوقاية من الإصابات الجديدة بفيروس التهاب الكبد ( بى ) سيكون لها تاثير طويل الأمد ومؤثر على الحياة.