أعتز جدا بمهنتى، وأجد متعة كبيرة، وأنا فى ورشة الميكانيكا أثناء فحص سيارات العملاء" بهذه الكلمات بدأت "ريهام البارودى "خريجة " كلية الهندسة قسم الفلزات، والتعدين التى تركت تخصصها لتعمل كمهندس ضمان بأحد مراكز صيانة السيارات، لتكون بذلك أول سيدة فى أسيوط تعمل فى هذا المجال الذى يتطلب رجال لهذه المهنة.
تبدو "ريهام" فى هيئتها حينما تقابلها لأول مرة، أنها واحدة من موظفات الاستقبال داخل الفرع حيث الملابس المتناسقة الألوان، وطريقة الحديث، والإتيكيت، وانتقاء الألفاظ ولكن سرعان ما تتغير كل هذه المواصفات فتتبدل ملابسها إلى زى الفرع المخصص لمهنتها "عفريته"، لتبدأ رحلة عملها مع السيارات ذات الأعطال المختلفة، أو التى تحتاج الى صيانة أو أخرى تحطمت جراء حادث لتبدأ ريهام "مهندسة الضمان" فى فحص السيارة، وفقا لضوابط الضمان المحددة، وبيان ما إذا كانت العيوب الموجودة بالسيارة عيوب صناعة، أو استخدام عميل، والتكلفة، ومن يتحملها.
تقول ريهام البارودى خريجة كلية الهندسة قسم تعدين وفلزات عام 2012، إنها خريجة كلية الهندسة بجامعة أسيوط، وبعد أن تخرجت بدأت فى البحث عن عمل أيا كان نوع هذا العمل طالما أنها مهنة شريفة، وتتكسب منها بالحلال.
وأضافت ريهام أنها توجهت إلى مركز صيانة سيارات بمحافظة أسيوط، لتعمل كخدمة عملاء وتلقى شكواهم وبالفعل تم قبولى بالفرع، وبدأت فى مقابلة العملاء ومتابعة شكواهم لكنها فوجئت بأنها غير مدركة لشكواهم، وطبيعتها فكلها متعلقة بأعطال، وصيانة السيارات فقررت أن تدخل إلى الورشة لمتابعة أعمال الصيانة، ومعرفة أسماء القطع الموجودة فى السيارة، وشكل الأعطال، والفرق بين عطل عيب الصناعة، وبين أعطال الحوادث والمطبات وسوء الاستعمال، موضحة أنه كانت هناك اعتراضات كبيرة من أسرتها ومن المجتمع وهو كيف لـ"بنت" أن تدخل بين الصنايعية، والورش، والزيوت، والسيارات بكل أعمالها الشاقة التى لا تتطلب إلا رجال يستطيعون تحمل مشقة الفك والتركيب والزيت والدخول تحت السيارات، ولكن كان عندى طموح كبير أن أصل إلى التعرف على كل مكونات السيارة وليست المكونات الخارجية فقط بل كل مسمار فيها .
وأضافت " ريهام البارودى " أن المهام الوظيفية لمهندس الضمان أنه بعد استقبال السيارة الصادر عنها شكوى من العميل أثناء القيادة يتم تجربة السيارة مع العميل لسماع شكواه على أرض الواقع لتبين هل هى شكوى حقيقى أم أمر طبيعى فى السيارة لا يدركه مالكها، وعند التأكد من وجود شكوى بالفعل نقوم بفحص السيارة.
وتابعت "ريهام" أتمنى من كل بنت عندها طموح أن تعمل حتى تصل إلى طموحها ووقتها ستدرك أن تعبها أصبح له معنى وستجنى ثمار هذا التعب.. فأنا الحمد لله الآن أمتلك من الخبرة الكافية التى تؤهلنى إلى أى وظيفة ودرجة فى هذا المجال بالرغم من أنه غير تخصصى الذى درسته.. ولكن الدراسة والتعليم العملى كان له الأثر الكبير فيما وصلت إليه وأشكر أسرتى ومديرى فى العمل، الذى وقف بجانبى وزملائى بالفرع.