أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أهمية التزام الإنسان بالآداب العامة والسلوكيات الحميدة، قائلا: "الأمم المتحضرة والدول الراقية هى التى تجعل مراعاة الآداب العامة منهج حياة، ولا تعد هذه الآداب من نافلة القول أو على هامش الحياة".
وأضاف جمعة فى كتابه "حديث الروح": "الآداب العامة لا تنفك من منظومة القيم والأخلاق والإنسانية من النظافة، والنظام، والمروءة، والشهامة، والنبل، واحترام الكبير، وإكرام المرأة، والشفقة بالصغير والضعيف، وذوى الهمم، والذوق الرفيع، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) لما قَالُوا له:".. فَمَنْ أَحَبُّ عِبَادِ اللهِ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا" (المستدرك للحاكم).
وتابع جمعة: "ولا شك أن الحياء -كخلق- أحد أهم أعمدة الآداب العامة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ " (صحيح البخاري)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): " الْمَسَائِلُ كُدُوحٌ يَكْدَحُ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ، فَمَنْ شَاءَ أَبْقَى عَلَى وَجْهِهِ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ، إِلاَّ أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ ذَا سُلْطَانٍ، أَوْ فِى أَمْرٍ لاَ يَجِدُ مِنْهُ بُدًّا. "(سنن أبى داود).
وأضاف وزير الأوقاف:"ومن الآداب العامة الحفاظ على الطرقات والأماكن العامة وعدم الظهور فيها بما لا يليق، وتركها أفضل مما كانت، والإسهام فى نظافتها وتنجيلها، وكذلك أفنية المنازل ومداخلها وأسطحها، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ" (صحيح مسلم)، ومن الآداب العامة تخير الكلمة فى مخاطبة الناس، بحيث تكون بالتى هى أحسن، يقول الحق سبحانه: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا " (البقرة: 83).
واختتم وزير الأوقاف: "ومن الآداب العامة عدم استخدام ما يخص أى شخص دون إذن ولو كان ذلك شيئًا يسيرًا من قلم ومناشف ومسبحة ونحو ذلك، ومن الآداب العامة احترام الخصوصيات، وعدم تدخل الإنسان فيما لا يعنيه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ" (سنن الترمذي)، وقد قالوا: من تدخل فيما لا يعنيه سمع مالا يرضيه.