أشاد الكاتب العمانى خميس بن عبيد القطيطي، بمكانة مصر، وجيشها الذى دافع ولا يزال عن الأمة العربية والإسلامية، وكتب مقالة تحت عنوان "مصر تحمل الأمانة التاريخية": كتبت الأقدار أن تتحمل مصر أمانة تاريخية تجاه هذه الأمة، فكانت على الوعد الذي تكفلت به في كل محطات التاريخ، وليس غريبا على مصر العظيمة أم الحضارات وسليلة التاريخ وأرض الكرامات أن تضطلع بهذه الأمانة التاريخية، فهي الشقيقة الكبرى للأقطار العربية، وهي البلد الذي ذكره الله سبحانه في كتابه العزيز في مواضع كثيرة ما يعزز من رصيدها الكبير الذي تزخر به. إذًا نحن أمام بلد ارتبط اسمه بالأرض والسماء، وسار على أرضه الرسل والأنبياء، فجدير بأهله الفخر وكما قال الزعيم مصطفى كامل مقولته الخالدة “لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا” نعم نحن نقف في حضرة بلاد عظيمة .
وبحسب المقال الذى نشرته صحيفة الوطن العمانية: "استحقت مصر تلك المكانة والشرف فلجأ إليها أبناء الأمة العربية في مختلف صروف الدهر فهي البلد الطيب الذي ارتبط به أبناء الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، وهي بلد النيل والتاريخ والحضارة، وهي بلد النبوءات والثقافات والفتوحات، فقد قدمت للعالم مخزونا عظيما من الآثار لا يتوافر لأي بلد في العالم، بل إن موقع مصر الجغرافي أتاح لها أن تتحاور مع حضارات بشرية متعددة، فاستطابت الأمم الإقامة والعيش بأرضها، وذكرها الله في كتابه العزيز: “فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ” كما وردت في القرآن الكريم في مواضع متعددة فقال تعالى: (وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ).
وقص القرآن الكثير من المشاهد من أرض مصر أبرزها قصة سيدنا موسى التي جاءت أكثر القصص ذكرا في القرآن الكريم وأغلب تفاصيلها حددت أماكن ما زالت باقية وشاهدة في أرض مصر مثل جبل الطور وملتقى البحرين في رأس محمد وصحراء سيناء مصر التي أشير إليها في القرآن الكريم أيضا، كما أن هناك الكثير من الإشارات التي بينت مكانة مصر في العصور القديمة، وتكرر ذكر مصر في القرآن الكريم بمواضع أخرى قال تعالى: “وَأَوْحَيْنَا إلى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا”، وقال تعالى: “وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ”، كل تلك الآيات الصريحة في ذكر مصر تعتبر تكريما إلهيا عظيما لم يحظَ به أي بلد على وجه الأرض، وهذا التكريم لم يأتِ مصادفة بل لمكانة مصر في الأرض وفي السماء، وعندما جاء الإسلام تشرفت مصر بأن حملت لواء هذا الدين الحنيف فكانت سندا للأمة العربية والإسلامية ومخزونا بشريا أسهم في الدفاع عنها في مختلف العصور .
وتابع : ذكرت مصر أيضا في الأحاديث النبوية الشريفة بما يرفع من مكانتها في عدة أحاديث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا فتح الله عليكم مصر بعدي، فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض، قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: إنهم في رباط إلى يوم القيامة) وفي حديث آخر رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما) رواه الطبراني والحاكم عن كعب بن مالك، وهناك الكثير من الأحاديث والروايات في التاريخ الإسلامي وعدد من المآثر والأفضال في مصر وأهلها، وبلا شك أن هذه المآثر والمكارم صدقتها وقائع التاريخ .
وكتب الكاتب العمانى: لقد خرج من أرض مصر جيوش الفاتحين وانبرى أجناد مصر في الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية فتصدت لما للحملات الصليبية، ومعركة حطين وفتح القدس 1187م خير شاهد على ذلك، وكذلك انتهت أسطورة التتار في معركة عين جالوت 1260م على أيدي خير أجناد الأرض الجيش المصري العظيم، فما أعظم تلك المشاهد التي تصدرت لها مصر طوال التاريخ فكانت مصر عظيمة بعظم التاريخ، هي أم الدنيا وأرض الكنانة وهبة النيل وأسماء كثيرة عززت مكانتها التاريخية .
لا شك أن مكانة مصر الحضارية والتاريخية والجغرافية وثرواتها التي حباها الله جعلها مطمعا للأعداء، لذا فقد كتب عليها أن تسمى الجائزة الكبرى للأعداء، ولكن التاريخ علم الأعداء قبل الأصدقاء من هي مصر، ففي كل مراحل التاريخ كان الانتصار حليفا لها مهما حاول الأعداء، واستهداف مصر لم ولن يتوقف طوال التاريخ وستظل مصر العزيزة منتصرة بعون الله وهي في حماية الله ورعايته، والعرب يدركون ماذا تعنيه مصر فمصر هي مصير العرب وعمقهم الاستراتيجي وأمنهم القومي، وفضلها عظيم فقد دافعت عن العرب في كل الغزوات والاجتياحات التي تعرض لها العرب فكانت مصر العظيمة في الموعد لإنقاذ العرب، وما زلنا نتذكر معركة العبور العظيمة التي انطلقت فيها صيحات الله أكبر من أفواه الصائمين في شهر رمضان المبارك عام 1393هجري الموافق أكتوبر 1973م فكانت ملحمة عظيمة سجلها التاريخ .
واختتم مقاله : لقد أسهمت مصر في قيادة العالم العربي فتصدرت منابر التعليم في الوطن العربي خلال العقود الماضية، وكان لها فضل عظيم في تعليم أبناء الأمة وكذلك في مختلف المجالات الأخرى، لأنها مصر التي تقف على مخزون بشري وثقافي عظيم أنجبت القادة والرموز في شتى ميادين العلوم والفنون، وإن دعت الضرورة ستقف الأمة كلها رهن إشارة مصر لرد جزء من تلك الفضائل والمكرمات التي قدمتها مصر للعرب جميعا طوال التاريخ، وإن تغير الزمان والظروف، فمصر تبقى مصر حفظ الله مصر والأمة العربية من المحيط إلى الخليج .