يقع شارع الشيخ على يوسف بحى السيدة زينب العريق، وهو من الشخصيات المبدعة اللامعة، ويعد أحد أشهر الصحفيين العرب، كان يرتجل صناعته الصحفية فى كل شيء: فى التقاط الأخبار، فى جمع الآراء، وفى تحرير المقالات، وفى سياسة الجمهور وسياسة ولاة الأمور.
وسلطت محافظة القاهرة الضوء على حكاية الشيخ على يوسف، وسبب إطلاق اسمه على أحد أقدم شوارع السيدة زينب، حيث ولد يوسف فى قرية "بلصفورة" فى جرجا، محافظة سوهاج عام 1863، تلقى مبادئ العلم صغيراً فى بنى عدى بمديرية أسيوط، ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1881 وأكمل دروسه فى الجامع الأزهر، ولم يكتف بما تلقاه فى الأزهر من علومه اللغوية والدينية فأخذ يطالع كتب التاريخ والأدب والشعر.
فى سنة 1885م نشر ديواناً شعرياً أسماه "نسمة السحر"، ثم ما لبث أن مال إلى الصحافة فأنشأ مجلة أدبية علمية أسبوعية اسمها الآداب فى القاهرة صدرت فى سنة 1885م اشترك معه فيها الشيخ أحمد ماضى، وكانت فى ثمانى صفحات فمضت متعثرة الخطى شكلاً ومضموناً وموضوعاً، ولكنها فى السنة الأولى كانت تعالج المباحثات والخطب فى المواضيع، وتتطرق إلى التربية الاجتماعية، وجمعت نخبة من أهل العلم فى ذلك العهد، وكان يتردد إليها كبار رجال الأقلام وقادة الفكر. وظلت بضعة أعوام دائمة الصدور، ثم تركها لينشئ فى سنة 1889م جريدة المؤيد سياسيّة تدافع عن استقلال مصر.
وكان على يوسف الرئيس الأول لجريدة المؤيد التى أنشأها الزعيم مصطفى كامل، والتى صدر العدد الأول منها فى 1 ديسمبر 1889 وأعلنت فى هذا العدد إنها صحيفة تهدف إلى بث الأفكار المعتمدة والأخبار الصادقة والمبادرة إلى نشر الحوادث الداخلية.
وشهدت المؤيد فى أيام الشيخ يوسف صولات وجولات ضد معارضيه، وقد بدأت المؤيد بتمويل من "أحمد ماضى" صديق الشيخ، ثم وقع خلاف بين الشيخ وصديقه هدد "المؤيد" بالتوقف وأنقذ الموقف سعد زغلول الذى مكن الشيخ من مواصلة الإصدار، وتوفى الشيخ على يوسف فى 25 أكتوبر سنة 1913.