فى أطراف محافظة القاهرة وعلى مقربة من منطقة جبلية يحدها ترب اليهود من ناحية ومنطقة جبلية من ناحية أخرى تقع منطقة المزاريطة وهى تابعة لمنطقة البساتين، تلك البقعة التى لا يسمع عنها أحد حتى لو كنت تجاورها، فمعظم أهل البساتين لا يعلمون عنها شيئا وذلك لقربها من المنطقة الجبلية ولانعزالها عن العالم فلا يوجد بها كهرباء ولا تصل اليها الماء او بمعنى أصح تعيش فى القرون الوسطى.
المزاريطة الحقيقية أرض استغلها الأهالى فى بناء حجرات صغيرة متجاورة فمعظمها من الطوب اللبن، بلا أسقف تحميهم من قسوة الشمس أو برد الشتاء فأقصى طموحهم هناك هما الماء والصرف والكهرباء فالمنطقة لا يوجد بها أدنى مقومات الحياة، إنعدام تام للخدمات، وعدم الشعور بالأمان وحياة محفوفة بالمخاطر.
ويقول الأهالى أن مياه الشرب لا تصل إليهم نهائيا ويلجئون إلى احضارها عن ظهورهم يوميا من المناطق المجاورة أو يقومون بشرائها يوميا لتلبية احتياجاتهم منها، كما ان المنطقة لا يوجد بها صرف صحى ويعتمدون على الطرنشات حتى الان مثل بعض المناطق الصيفية.
ويتحدثون لكاميرا فيديو 7، أن الكهرباء التى يعتمدون عليها مسروقة من الكابلات العمومية وليست كهرباء شرعية، كما أن الزواحف القاتلة تتربص بنا ليلا ونهارا مثل تربص قطاع الطرق بنا يوميا.
الناس هنا فى حاجة إلى أن تطمئن على مستقبلها، ومن حقهم أن يعرفوا إن كان هناك خطة لتطوير المنطقة، وكيف سيتم تعويضهم إذا تم إزالتها؟.
هنا.. على أطراف البساتين مثلا مساحات أراضى يتم استغلالها مؤخرا لإنشاء مزيد من العمارات السكنية، ألم يكن من الأولى تخصيص تلك الأراضى لانشاء حَضانات مشاريع صغيرة ومتوسطة صديقة للبيئة، مدعومة بتخطيط جيد من الدولة طبقا لاحتياجات السوق، بتمويل من البنوك ومبادرة الرئيس والجهات المانحة لتشغيل الشباب بالمناطق المحرومة ودعم الصناعات المحلية !!.
إنقاذ المزاريطة وغيرها من المناطق المشابهة على مستوي الجمهورية، يبدأ فعليا بمكافحة الفقر، وتوحيد جهود الدولة والقطاع الخاص لخلق فرص عمل بدلا من مجرد رصد المبالغ للاعانات، ودعمهم وتأهيلهم للإنخراط فى صناعات ومشاريع محلية، مع تحديد نسبة من التعينات فى الوظائف الحكومية والمصانع للمؤهلين من أبناء هذه المناطق، وللحق الدولة لديها استراتيجة لمكافحة الفقر ينقصها تمتع المسؤولين المحليين إرادة التغيير وإرادة التنفيذ.