زار الأب بولس ساتي، المدبر البطريركي للكنيسة الكلدانية بمصر، اليوم الأربعاء، دير الشهيد العظيم مار جرجس للراهبات القبطيات بمجمع الأديان بمصر القديمة. وتخلل اللقاء، زيارة المزار والكنائس، والتبارك من رفات القديسين والشهداء، حيث رافق المدبر البطريركي في هذه الزيارة راهبات الكلمة المتجسد، وأمين سر المطرانية، كما تضمن اللقاء تبادل الهدايا، وأخذ الصور التذكارية مع الأم تقلا رئيسة الدير.
وفى أغسطس العام الماضى، تمم قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، طقس صلوات رهبنة سبع طالبات رهبنة بدير الشهيد مارجرجس بمصر القديمة ممن اجتزن فترة الاختبار الرهباني، وذلك بعد أن احتفل الدير قبل ذلك بيوم، بتذكار عيد استشهاد الشهيدة فيلومينا العجائبية.
وتعتبر الشهيدة فيلومينا عند الكثير من الاقباط لها شأن عالي، حيث الآلاف الاقباط وخصوصاً السيدات والفتيات، تتبارك بها كشفاعة أمام الله للعواقر لتننجبن اطفالاً، ويرجع تاريخ اكتشاف مقبرة الشهيدة فيلومينا عندما كان الحفّارون يزيلون أكوامًا من الرمال في مقبرة قديمة تُعرف باسم أرض "بريشيلا" في ايطاليا،اصطدمت الفأس بسطح اسمنتي. توّقف العامل ليتفحّص الأمر فعثر على شاهد قبر من الرخام. واستغرب العمّال بعد قيامهم بالحفر حول القبر أنّ المقبرة كانت محفوظة بحال جيّدة ومحاطة بسور من الطوب.
وكانت شخصيّات النبلاء والشهداء ذائعي الصيت هي التي تُحفظ في قبور من الرخام وتزيّن بهذه الطريقة. تمّ إعلام حارس المقبرة على الفور، وتوقّفت الأعمال، ووجد على القبر بعض الرموز منها النخيل والزنبق ورسوم سهام ومرساة، الأمر الذي يدلّ على أنّ المدفونة كانت عذراء بتولة طُعنت بالسهام وقُيّدت إلى مرساة.
وبعد تنظيف القبر عثر أيضًا على الكلمات اللاتينيّة التالية: Pax Tecum Filumena ، وهي تعني( السلام عليك يا فيلومينا)، وعندما فتح القبر عثروا فيه على هيكل عظميّ وجمجمة محطّمة لفتاة صغيرة السنّ حيث أكّد الباحثون أنّ الفتاة كانت تبلغ 12 13 عامًا عندما توفّيت وكانت مطعونة بحربة وإناء صغير مكسور قليلاً كان بها مادّة جافّة لونها أحمر داكن يميل إلى البنّ تبيّن بعد الفحص أنّها دم جامد، وهي عادة كانت عند المسيحيّين في القديم، بجمع دماء الشهداء في إناء ودفنه مع الشهيد.