واصلت وزارة الأوقاف، لليوم الثالث على التوالي لتدريب الأئمة الجدد في الدورتين التأهيليتين الثالثة والرابعة المستوى الأول للعام المالي 2020م – 2021م اليوم الثلاثاء، وحاضر فى المحاضرة الأولى الدكتور محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات العليا الأسبق، بحضور الدكتور محمد محمود خليفة عضو المركز الإعلامى، وبمراعاة الإجراءات الاحترازية اللازمة ، والتباعد الاجتماعي.
وفي بداية محاضرته ثمّن الدكتور محمد سالم أبو عاصي جهد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وحرصه الدائم على انعقاد هذه الدورات التي تصقل ثقافة الداعية تلبيةً لمتطلبات عصره، ومسايرته لمستجدات زمانه، مؤكدا أن استمرارية هذه البرامج التدريبية يتيح للداعية والأئمة الاطلاع على شتى فروع العلوم بصورة أوثق وأعمق، مما يساعدهم على مواجهة الأفكار المتطرفة، وآراء الجماعات المتشددة بالرد والتفنيد.
وبين سالم، أن علوم القرآن الكريم هى علوم شتى ومتعددة، فكل ما يتصل بالقرآن الكريم ويساعدك على فهمه هو من علوم القرآن، ثم تحدث عن بعض أنواع الدلالات في اللغة العربية، ومنها : دلالة العام والخاص، ودلالة المطلق والمقيد، وغير ذلك من الدلالات اللغوية التي تساعد على فهم مرمى النص القرآني، أو الحديث النبوي الشريف؛ ولا بد من معرفتها حتى يتمكن الإمام والداعية من إطلاق الحكم، وفهم مرماه فهمًا صحيحًا، بجانب التعمق في فهم القواعد الأصولية والفقهية، وهذا ما تجهله الجماعات المتشددة، بل لا يعرفون حتى معنى كلمة الدلالة، أو القاعدة الفقهية وما ترنو إليه، وكيف يجري المطلق على إطلاقه ما لم يُقيد، ومن هنا تصدر على ألسنة هؤلاء الجماعات ومن ينتمون إليها بأفكارهم المتطرفة واتجاهاتهم المتشددة الأحكام تفسيقًا وتكفيرًا أخذًا بظواهر النصوص لجهلهم الشديد لدلالات اللغة، وعدم علمهم بل لعدم معرفتهم -أصلًا- للقواعد الفقهية وكيفية استنباط الأحكام منها .
وأوضح أن الخلاف الفقهي بين العلماء رحمة ويسر بين الناس وتيسير عليهم حتى قال العلماء في ذلك: خلاف العلماء رحمة ويجمعهم حجة قاطعة، وهذا ما يفتقده تجار الدين وأصحاب الأهواء الشخصية خدمةً لتنظيمهم الذي ينتمون إليه، فصارت الفتنة بين الناس لتضارب أقوالهم، وتمسكهم برأيهم مرجوحًا كان في وجود الرأي الراجح الذي يخالفهم، فتعطلت على أيدي هؤلاء مصالح البلاد والعباد، وأُغلقت بعضُ دروب الحياة فيها على أيدي جماعات التشدد والتطرف .
وفى ختام محاضرته أعطى رسالة للأئمة المتدربين مفادها: أن الله اصطفاهم من بين خلقه، فحملوا أمانة الدين، وتبليغ رسالة سيد المرسلين (صلى الله عليه وسلم) , وأن عليهم التصدي للأفكار المتطرفة المتحجرة، وبخاصة أن وزارة الأوقاف الآن تسخر كل إمكاناتها خدمةً لدين الله ، وتبليغا لرسالة نبينا الكريم(صلى الله عليه وسلم) نهوضًا بمجتمعنا وأمتنا المصرية الغالية، وأعادت الوزارة على يد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف للإمام هيبته واعتزازه بنفسه ووطنه .
فيما حاضر في المحاضرة الثانية الدكتور جاد الرب أمين عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية الأسبق بالقاهرة، والذى أشاد بدور وزارة الأوقاف في هذه الآونة وتصديها للمتنطعين أصحاب الأهواء الشخصية الذين يتاجرون بالدين خدمة لأهوائهم , ومصالحهم الشخصية , وما تصدره وزارة الأوقاف من مطبوعات استطاعت من خلالها تفنيد آراء هؤلاء وكشفت سيرهم في ليّ أعناق النصوص خدمة لمنهجهم ، وتمشيًا مع آرائهم التي لا يرون غيرها، وما عداها فهو غير صحيح، بل عدو يجب محاربته، ثم بين سيادته أن الجهل بكيفية فهم النصوص وعدم العلم بما ترمي إليه من سنة الحبيب (صلى الله عليه وسلم) وأخذها على ظاهرها حكمًا على الغير، أو على من يخالفهم أدى ذلك كله إلى إشاعة الفتنة بين الناس والتضارب في أقوالهم وأفعالهم.
وأكد أمين على أنه ينبغي التدقيق في صحة ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من جهة، ومن جهة أخرى التأكيد على الفهم الصحيح والمقاصدي لسنة النبي (صلى الله عليه وسلم) , كما أنه ينبغي معرفة الحديث رواية ودراية ومن حيث المتن والسند؛ حتى يستطيع الداعية معرفة تحريف المتشددين الذين يطوعون النص لخدمة أهوائهم.
كما دعا المتدربين لعدم الوقوف والجمود أمام ظواهر النصوص ، والوقوف أمام المعنى الحرفي لها؛ لما في ذلك من المشقة والعنت، بل والعزلة والانعزال عن الواقع، وضياع ما تحمله السنة المشرفة من وجوه الإشراق واليسر، والحكمة، وضياع جوهرها السمح النقي .
ثم تحدث عن مراحل تدوين السنة النبوية وكتابتها ,وكيف كان لتدوينها من أهمية عملت على حفظ سنته (صلى الله عليه وسلم)، وكيف تناولها العلماء بالفحص والدرس، وكل ما يتعلق بحديثه (صلى الله عليه وسلم) سندًا ومتنًا؛ لأنها هي المفسرة والمبينة لكتاب الله (عز وجل).