بذلت الدولة المصرية الكثير من جهودها لاستغلال واستعادة أمجاد بحيرات مصر، والذى كان وعدا قطعه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على نفسه أمام الملايين من جموع الشعب المصري، مؤكدًا أن الإهمال والعبث الذى امتدت أيديه لتنال من خيرات وكنوز الثروة السمكية الموجودة بالبحيرات المصرية ستواجهه الدولة بكل حسم، وأن من كان يعبث فى الأرض فسادًا لن تقوم له قائمة فى ظل قيادة حكيمة تُدرك المخاطر وتواجهها بخطوات استباقية.
وجاء إطلاق المشروع القومى لتطهير وتطوير بحيرة "المنزلة" ليؤكد ذلك بعد إهمالا طالها لنحو قرنٍ من الزمان، وتسبب فى انحسار مساحتها من 750 ألف فدان إلى 125 ألف فدان فقط، فضلًا عن تحولها من أخصب وأروع بحيرات العالم إلى وكر مُخدرات ومستنقع للتلوث يستقبل 12 مليون متر مكعب من الصرف الصحى والصناعى بصورة يومية.
وتأتى "المنزلة" على رأس قائمة البحيرات التى استهدفت مصر تطويرها؛ إذ جرى إزالة كافة الحشائش وأكثر من 4100 حالة تعد على أرض البحيرة من عشش ومبانٍ ومزارع غير مرخصة، فيما أعلنت الدولة تضافر كافة الجهود لوقف إلقاء الصرف الصحى بالبحيرة، وكذا بدء تنفيذ محطة معالجة ثلاثية لمياه الصرف الصحى تمهيدًا لاستخدامها فى زراعة الصحراء، فضلًا عن تكريك وإزالة 80 مليون طن من الرواسب، وذلك باستخدام كراكات عملاقة عالمية من هيئة قناة السويس وكبرى شركات العالم، تمهيدًا لاستخراج المعادن الموجودة بباطن البحيرة واستخلاصها والاستفادة منها فى 49 صناعة.
وتعد بحيرة المنزلة هى التطوير الأضخم في تاريخها ضمن المشروع القومي لإستعادة أمجاد بحيرات مصر بتكلفة 6 مليار دولار، حيث أن الإهمال بالبحيرة أدي الي تقلص مساحتها من 750 الف فدان عام 1918إلى 150 الف فدان فقط عام 2016.
وجرى تطهير نحو 35 ألف فدان، بنسبة تنفيذ تقترب من 80%، فيما جرى تكريك 80 مليون متر مكعب؛ لشق قنوات شعاعية تُسهل عملية دخول المياه من البحر إلى البحيرة، وكان أن إجمالى التعديات على المسطح المائى بلت 4 آلاف و658 حالة تعد، حيث جرى إزالة ثلاثة آلاف و415 منها، وجرى مواجهة وإزالة باقى التعديات، والتطهير سيؤدى بدوره إلى دخول أسماك بحرية فاخرة إلى مياه البحيرة، ومنها على سبيل المثال "القاروص" والدنيس والكابوريا والجمبرى واللوت والبورى وغطيان موسى، وغيرها، ما يُساهم فى عودة البحيرة كسابق عهدها لتصبح مصدر أساسى للثروة السمكية فى البلاد.