فى خيمة الكشف الطبى فى مخيم الخور، بمنطقة الشقيلاب، فى جبل أولياء، جنوبى الخرطوم، انهمك رئيس البعثة الطبية المصرية فى السودان، عمرو سليمان، وزميلاه الطبيبان كريم محمد، وحاتم جمال، فى الكشف على عشرات من سكان المخيم، الذين تهدمت منازلهم جراء السيول والفيضانات العارمة التي ضربت السودان.
الأطباء المصريون بمعاونة المسعفين محمد نجا وعاصم أحمد، أجروا فحصا لـ 146 حالة (90 باطنة و 56 أطفال)، وسط استحسان بالغ من سكان المخيم، الذين توافدوا على مكان الكشف، لإجراء الفحص الطبي وصرف الأدوية.
أجواء من الود والانسجام سادت بين الأطباء المصريين ومرضاهم من السودانيين، الذين رحبوا بتلك الخطوة، فيما تتردد على الأسماع عبارة "مصر يا أخت بلادي يا شقيقة"، وهي اسم الأغنية الأثيرة للموسيقار والمطرب السوداني عبد الكريم الكابلي، و"أبناء النيل"، وسط عبارات الترحيب بالوفد الطبي المصري في المخيم.
وتظهر مشاعر التقارب أيضا في العلاقة بين الأطباء المصريين والمتطوعين من منطقة الشقيلاب، الذين رافقوهم في زيارة المخيم للمساعدة في أعمال تسجيل أسماء المرضى وبياناتهم.
تلك الحالة تكررت بنفس الود، خلال زيارة الوفد الطبي المصري في مخيم "التريس" في منطقة جبيل الطينة، جنوبي الخرطوم، فيما يتوافد السودانيون يوميا على مستشفى قري بالخرطوم بحري، شمالي العاصمة، والسروراب في كرري شمال غرب ولاية الخرطوم، وجبيل الطينة جنوب الخرطوم، ومركز الشقيلاب، جنوب الخرطوم، لتلقي الرعاية الصحية من الفرق الطبية المصرية المنتشرة في المواقع الأربعة، والتي تحرص على زيارة معسكرات إيواء المتضررين من السيول والفيضانات في تلك المناطق.
في كل هذه المواقع، تنتشر لافتات كُتب عليها: "يحيا السودان .. تحيا مصر... القافلة الطبية لدعم اشقائنا في السودان الحبيب"، ولا يخلو أحاديث مرتاديها من الثناء على العلاقات بين البلدين وشعبيهما.
هذا الترحيب الشعبي بالبعثة الطبية المصرية، قابله ثناء وترحيب رسمي أيضا، إذ قال وزير الصحة السوداني الدكتور أسامة عبد الرحيم، لوكالة أنباء الشرق الأوسط في الخرطوم، إن البعثة المصرية التي توزعت على المناطق المتضررة على أطراف العاصمة القومية، تمارس نشاطا وجهودا مثمرة جدا بالنسبة لنا، معربا عن تطلعه لتمديد مهمتهم في السودان، أو إرسال فرق طبية أخرى بعد انتهاء عملهم.
وأضاف وزير الصحة السوداني: "رغم تأثرنا بشكل كبير جدا بآثار السيول والفيضان، إلا أننا سعيدون بوقفة الأشقاء في مصر مع السودان في تلك الأزمة".
من جهته، قال رئيس البعثة الدكتور عمرو سليمان، لوكالة أنباء الشرق الأوسط في الخرطوم، إن توجيهات وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، ورئيس هيئة الإسعاف مستشار وزيرة الصحة الدكتور محمد جاد، تؤكد على ضرورة تقديم كل ما هو ممكن للأشقاء في السودان، من أجل الاطمئنان على الوضع الصحي في المناطق التي تنتشر في فرق البعثة.
وأضاف على أن هناك شقا ثانيا لعمل البعثة لا يقل أهمية عن إجراء الكشف الطبي، وهو انتشار فرق وقائية لرش وتطهير المناطق المتأثرة بالفيضان، ضد ناقلات الأمراض، لمنع حدوث أي انتشار وبائي مُحتمل فيها.
وأجرت البعثة الطبية المصرية المتواجدة في السودان، الكشف الطبي على 3596 سودانيا، خلال 4 أيام، في المواقع التي انتشرت فيها على أطراف العاصمة القومية.
وكانت البعثة رافقت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، في زيارتها إلى الخرطوم، التي غادرتها الأربعاء الماضي، وبقت البعثة لتنتشر في المناطق الأكثر تضررا من الفيضانات والسيول في ولاية الخرطوم.
وتضم البعثة 20 طبيبا وممرضا وخبيرا في مكافحة ناقلات الأوبئة، مقسمين إلى 4 فرق، منتشرة في مستشفى قري بالخرطوم بحري، شمال العاصمة، مستشفى السروراب في كرري شمال غرب ولاية الخرطوم، مركز الشقيلاب جنوب الخرطوم، مستشفى جبيل الطينة جنوب الخرطوم.