أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الانغلاق الثقافي يعد مشكلة كبرى في مجال الدعوة ، فهو بمثابة الحاجز العقلي في الفهم الصحيح للنصوص ؛ فالأمر يحتاج للفهم المقاصدي للنصوص, وأن إعمال العقل في فهم صحيح النص ليس افتئاتًا على النص بل هو خدمة للنص .
جاء ذلك خلال لقاء وزير الأوقاف، اليوم الخميس، بأعضاء هيئة التدريس خطباء المكافأة على بند التحسين , بحضور الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية ، والشيخ جابر طايع يوسف رئيس القطاع الديني , والدكتور هشام عبد العزيز أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لبحث مزيد من التعاون والاستفادة بجهود من تسمح ظروفه منهم في الأعمال الدعوية والبحثية بالوزارة والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، مع مراعاة التباعد الاجتماعي , واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة.
وأوضح جمعة، أن هناك سنن عبادات وسنن عادات , فيجب عدم الخلط بين الأمرين , ونحتاج لتمييز العادات عن العبادات , لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه استعملوا ما تيسر من زمانهم , وأنه لا بد أن نفرق بين سنن العبادات التي تنفذ وتؤدى كما أداها سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , وسنن العادات التي تخضع للتغيير والتجديد , حسب كل عصر وزمان شريطة ألا تخالف الشريعة الإسلامية، مشيرًا إلى أن من شابه حياته حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه (رضي الله عنهم) فلا حرج عليه أن يأخذ بما أخذوا .
كما بين وزير الأوقاف، أن هناك بعضًا من الصور والأحكام التي أطلقها النبي (صلى الله عليه وسلم) باعتباره نبيًّا ورسولا , ومنها ما صدر منه (صلى الله عليه وسلم) باعتباره نبيًّا وحاكما , ومنها ما صدر منه (صلى الله عليه وسلم) باعتباره نبيًّا وقائدًا , أو بصفته نبيًّا وقاضيًا، فهذه الأحكام والصور لا ننظر إليها بمنظور واحد , في حين نرى أن المتشددين الذين لا يعرفون مفهوم هذه الأحاديث ومقاصد قد أعطوها حكمًا واحدًا , دون النظر إلى حال النبي (صلى الله عليه وسلم) وحقيقة أمره عندما نطق بهذا الحديث , فأشاعوا بفهمهم الخاطئ القتل والسلب والفوضى , وهذا مخالف للمقصد الأسمى من الشريعة الإسلامية وهو السماحة والسعة والتيسير على الناس .
وفي كلمته أبدى الدكتور عبد الله النجار سعادته بلقائه بهذه النخبة من العلماء المتميزين في شتى المجالات , مشيدا برسالة وزارة الأوقاف ودورها في نشر الفكر المستنير ، وبجهود وزير الأوقاف العالم المفكر في قضايا التجديد ، موجهًا الشكر للوزير على هذا العطاء الدعوي , واصفًا معاليه بالداعية المجدد الذي نستلهم منه زادًا دعويًا لم نجده في تاريخ الدعوة من قبل , موضحًا أن رسالة وزارة الأوقاف في هذا العصر تختلف عن أي زمن مضى , فرسالة الوزارة اليوم هي الغاية من طلب العلم الذي نطلبه في المراحل التعليمية , وأن هذه الوزارة تعد ثغرًا من ثغور الإسلام وكفانا شرفًا أن نكون على هذا الثغر.