القومى للبحوث يؤكد إصابة 90% من السيدات بالكلف مرة واحدة فى حياتهن
قال الدكتور هانى شحاتة الباحث بالمركز القومى للبحوث، إن البقع والتصبغات بالبشرة من أكثر المشاكل الجلدية شيوعا فى مصر، وقد يتطرق فى أذهاننا عندما نسمع كلمة البقع والتصبغات بالجلد هو اللون الغامق فقط، ولكن هذا ليس صحيحا فالبقع أو التصبغات قد تكون لونها غامق أو فاتح حسب ما تصاب به البشرة من مرض، بالنسبة للأمراض التى تسبب التصبغات الجلدية فهى كثيرة جدا، ولكن سنتكلم عن أسباب التصبغات الأكثر انتشارا فى مصر.
وأوضح شحاتة، فى النشرة الصادرة عن المركز القومى للبحوث، أن أول وأهم مرض هو الكلف الذى يصيب كل من، السيدات والرجال، ولكن نصيب الأسد يكون للسيدات حيث يصاب 90% منهن بالكلف على الأقل مرة واحدة فى حياتهن، موضحا أن الوجه هو أكثر الأماكن تأثرا وشيوعا فى ظهور التصبغات فضلا عن السواعد.
وتابع شحاتة، يتميز الكلف بظهور بقع غامقة لها حدود غير منتظمة ويكون بسبب زيادة الميلانين (المادة المسئولة فى الجلد عن اللون والصبغة)، وقد يصيب الجزء السطحى من الجلد أو الجزء الأعمق فى الجلد أو قد يصيب الجزئين معا، وتعتبر أشعة الشمس الفوق بنفسحية من أهم وأقوى العوامل التى لها سبب مباشر فى بداية ظهور الكلف وزيادته خاصة فى فصل الصيف، وأيضا طبيعة البشرة الخمرية الموجودة بنسبة كبيرة فى السيدات المصريات والتى تغمق بسهولة لها عامل فعال، ومن الممكن أن تكون بعض الأدوية لها علاقة وثيقة بالكلف مثل أقراص منع الحمل.
واستطرد شحاته:"يتضح لنا مما سبق أهمية تجنب أشعة الشمس قدر المستطاع واتخاذ الإجراءات اللازمة من الحماية مثل لبس القبعات والنظارات الشمسية واستخدام الشمسيات (المظلات) وبالطبع استخدام واق الشمس المناسب للبشرة سواء كانت دهنية أو جافة أو عادية، ومن الضرورى أن نعرف جميعا الاستخدام الأمثل لواق الشمس فلابد أن يوضع على البشرة فى حدود من ربع إلى نصف ساعة قبل الخروج والتعرض لأشعة الشمس، ويكرر كل ساعتين نظرا لقلة كفاءته تدريجيا مع مرور الوقت، وبالطبع من المفضل استخدام الغسول المناسب مع الكريمات المفتحة العلاجية للبشرة ليلا، فضلا عن عمل جلسات التقشير أو الماسكات أو الليزر فى عيادات الجلدية".
وأشار إلى أن من الأمراض الهامة الأخرى التى قد تتسبب قى بقع وتصبغات بالجلد سواء كانت باللون الغامق أو الفاتح هى التينيا الملونة، من اسمها نستخلص أنها نوع من أنواع الفطريات (تينيا) الموجودة على بشرتنا وينتج عنها تصبغ لون البشرة بكذا لون (ملونة) مثل اللون البنى أو الأحمر الطوبى أو الأبيض، وهذا اللون الأخير بالذات قد يتسبب فى خلطه بمرض آخر مناعى وهو البهاق.
وأشار إلى أن الرجال لهم النسبة الأكبر للتأثر بالتينيا الملونة، وهذا لا ينفى إصابة السيدات بها ولكن النسبة أقل. تظهر التينيا الملونة فى معظم الأشخاص فى فصل الصيف حيث الرطوبة العالية والتعرق الشيديد وهما المناخ المناسب لبداية ظهورها وانتشارها، وتتميز بوجودها بالرقبة والظهر والأكتاف والصدر وقد تمتد لتشمل أماكن أوسع فى الجسم وفى معظم الأحوال تظهر بدون إحساس بالهرش أو الحكة،و العلاج يتمثل فى جفاف الجسم بالمقام الأول مع وضع الشامبو والدهانات المضادة للفطريات على الأماكن المصابة مع أخذ كبسولات أو حبوب مضادة للفطريات عن طريق الفم إذا كانت الحالة منتشرة بالجلد أو متكررة.
وذكر الدكتور هانى شحاتة، أن التصبغات الغامقة أو الفاتحة التى تنتج ما بعد الالتهابات من المشاكل الجلدية الشائعة - التى نواجهها كأطباء جلدية - فهى ببساطة بقع تنتج بعد زوال الأمراض الجلدية مثل ما بعد حب الشباب، ما بعد الصدفية، ما بعد الإكزيما و.... إلخ وتترك لنا هذه الألوان، وقد يكون علاجها مطولا فى بعض الحالات بالذات ذوى البشرة الحساسة.
واستطرد الدكتور هانى شحاتة، أن البهاق هو مرض مناعى له عامل وراثى يتميز بوجود بقع ناصعة البياض وقد يصيب أى مكان فى البشرة، ولك أن تتخيل أن حوالى 1% من سكان العالم مصابون بمرض البهاق. وبالرغم من خوف معظم الناس من التعامل مع المصابون به إلا أنه أثبت علميا أنه مرض غير معد تماما سواء عن طريق اللمس أو عن أى طريق آخر لأنه كما ذكرنا من قبل مرض مناعى وراثى بالمقام الأول.
وينقسم البهاق إلى عدة أنواع وعلى حسب النوع يتحدد العلاج الأنسب له ولكن بصفة عامة المثبطات للمناعة مثل الكورتيزون بجرعات معينة ومناسبة للشخص المصاب لها دور فعال وقوى لوقف المرض والحد من انتشاره بل بالعكس وانحساره بنسبة كبيرة، والأشعة فوق بنفسجية بنوعيها (أ) و(ب) التى تحفز الخلايا الصبغية بشكل جيد لرجوع البشرة للونها الطبيعي، وأيضا بعض الكريمات الموضعية والمس الذى يوضع قبل تعرض البشرة مباشرة للأشعة فوق البنفسجية لتحفيز الجلد وتهيئته جيدا لاستقبال هذا النوع من الأشعة، وليزر الإكزيمر الذى له فاعلية وكفاءة مشهودة لتحسن لون الجلد، وقد نستعين فى بعض الحالات الصعبة التى لا تتحسن على مدار فترات طويلة بعمليات ترقيع الجلد بأخذ جلد غير مصاب وزراعته فى أماكن الجلد المصاب فى الشخص نفسه.
وذكر شحاتة أنه بالنسبة للأطفال قد يصابوا بالنخالة البيضاء أو العطشة كما يطلق عليها من قبل بعض الناس، وهى نوع من أنواع الإكزيما "إكزيما تعنى إلتهاب بالجلد" وتكون على شكل بقع بيضاء عليها قشور خفيفة وهى غير معدية.
وقال الدكتور هانى شحاتة، إن الدراسات الحديثة أثبتت أنها تنتج بسبب التعرض لأشعة الشمس على عكس ما كان شائعا من قبل أنها بسبب نقص بعض الفيتامينات إما لسوء الهضم أو لوجود الديدان لدى الأطفال المصابون، وعلاجها يكون بالبعد عن أشعة الشمس ووضع كريمات الشمس المناسبة للأطفال واستعمالها بالطريقة المثلى كما شرحنا من قبل، وأيضا باستخدام الكريمات الموضعية المضادة للالتهابات.