قال الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر الشريف، لقد أشرقَتْ الدنيا وأنار الكونُ وتحرَّرتْ الإنسانيةُ بميلاد نبى الرحمة الذى عاش يقدِّم لنا خيرَ أسوةٍ وأفضلَ قدوةٍ في كل مجالات الحياة، بالرغم مما لاقاه من استهزاءٍ واعتداءٍ فى صورٍ متعددةٍ، فرسولنا الكريم لقى الإيذاء بتسامحٍ وسعةِ صدرٍ وحِلْمٍ وصبرٍ جميلٍ قَلَّ أن يوجدَ مثلُه.
وأضاف خلال ندوة " الدين والوطن فى قلب الأزهر"، والذى تنظمها مشيخة الأزهر ، بمناسبة المولد النبوى وانتصارات أكتوبر، من العجب أنَّ الإساءةَ إلى جنابه الشَّريف صلَّى الله عليه وسلَّم لم تنقطع، ما زال عصرنا الَّذي يتغنى بالحريَّاتِ وحقوقِ الإنسانِ والتَّعايشِ والتَّسامحِ يطالعنا حينًا بعد حينٍ بإساءةٍ غيرِ مقبولةٍ لرسولنا الكريم، والعَجَبَ أن يتناسَى مدعو الحرية مبادئَهم الَّتي يردِّدونها ويتناسون قبلها فضلَ الإسلامِ ورسولِ الإسلامِ على الدُّنيا كلِّها بشكل عام، وعلى حضارتِهم وما وصلوا إليه بشكلٍ خاصٍّ، وعلى مدعي الحريات أن يطالعوا كتابات بني جلدتهم من المنصفين عن فضل الإسلامِ على حضارةِ أوروبا فسيجدوا حقيقة الإسلام ورسوله.
وتابع: " المنصفون من الغرب أكدوا على أن الإسلام نشر التَّسامح في المعتقداتِ الدِّينيَّةِ، واعتنى بِنَشْرِ جميعِ العلومِ وإنشاءِ المدارسِ، و الأزهر طوال تاريخه حالَ دون انهيارِ العالمِ العربيِّ والإسلاميِّ أمام جَحافِل الطُّغاةِ والمعتدين، كما بَذَلَ شيوخُه وأبناؤه جهودًا عظيمةً في سبيلِ الحفاظِ على الهُويَّةِ العربيةِ والإسلاميةِ واللغةِ العربيةِ.
لا تزال جهود علماء الأزهر تؤتي ثِمارَها في سبيلِ إعلاءِ قِيَمِ الوسطيةِ والاعتدالِ التي بُعِث بها رسولُ اللهِ وتفنيدِ شُبَه الجماعات المتطرفة والردِّ على أباطليهم، وبيانِ الوجهِ الحقيقي للإسلامِ، سيظلُ الأزهرُ الشريفُ قائمًا على رسالته مضطلعًا بأدائها خادمًا للعالمين العربي والإسلامي، يُهدِي أنوار العلمِ الشَّرعيِّ والوسطيةِ والاعتدالِ إلى أقطار العالم، وسيظلُّ مَقْصِدَ طلابِ العلومِ الشرعيةِ والعربيةِ والثقافةِ الإسلاميَّةِ في مختلفِ الأممِ والشُّعوبِ.