قال النائب محمد مرشدى، عضو مجلس الشيوخ، إن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى بتهنئة الرئيس الأمريكى الجديد كأول قائد عربى يهنئ جو بايدن عقب إعلان فوزه رسميا، رسالة مهمة للخارج والداخل بأن مصر دولة كبيرة وقوية وتؤسس علاقاتها الدولية على ركائز الصداقة والتعاون المشترك، لكن بعض الأطراف من قوى الشر والجماعات الإرهابية المعادية لمصر تحاول استغلال الموقف للاستقواء بالخارج والتحريض ضد الدولة، وهو موقف فضلا عما يحمله من خيانة وعمالة واضحتين، فإنه ينم عن جهل فاضح بالظروف والأوضاع السياسية الحالية، واختلافها الكامل عما كان عليه الأمر قبل 8 سنوات، كما أنه يجهل تماما أن التاريخ لا يمكن تكراره وعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء.
وأضاف "مرشدى" أن الظرف السياسى الذى وصلت فيه بعض الجماعات الإرهابية إلى واجهة المشهد المصرى لم يعد قائما، وحتى لو كانت بعض الدول والأنظمة قد دعمت صعودهم للسلطة عقب فوضى العام 2011 فإنها لا يمكن أن تراهن عليهم مجددا، لا سيما بعدما لفظهم الشعب وأطاح بهم من الحكم فى ثورة شعبية عارمة، فضلا عن أن الدولة المصرية تعافت من آثار تلك الفوضى وأعادت بناء مؤسساتها وتقوية دعائمها، وبات بإمكانها فرض شروط متوازنة فيما يتعلق بعلاقاتها الإقليمية والدولية. متابعا: "مصر لم تعد ضعيفة أو منهكة، وبات لدينا رئيس قوى وقادر على إدارة الملفات وصيانة المصالح الوطنية، والأهم أن ثورة 30 يونيو فضحت جماعات الإرهاب وكشفت للعالم حجم إجرامها، وهو ما رآه الجميع لاحقا من داعش وغيره فى عشرات البلدان، ووصل الأمر إلى الغرب نفسه، لذا يستحيل أن يراهن أحد على تلك الجماعات معرضا استقرار بلاده وسلامة مواطنيه للخطر، وبالتبعية فلن تنجح محاولات قوى الشر للتحريض ضد مصر من هذه الزاوية، وكل ما فى الأمر أنهم يواصلون السقوط والإفصاح عن خيانتهم وزيادة رصيد الكره والاحتقار الذى يحمله المصريون لهم".
وأكد عضو مجلس الشيوخ أن الدول الكبرى لا تحدد مواقفها تحت ضغوط العواطف أو ميراث الماضى، وإنما فى ضوء المصالح ومتغيرات الواقع، لذا من المستبعد تماما أن تجد الجماعات المتطرفة موطئ قدم لها فى أية دولة حول العالم، باستثناء الأنظمة والدول المتطرفة فى الإقليم، لا سيما أن حكومات الدول الكبرى تملك صورة كاملة عن أوضاع المنطقة وما فعله الإرهاب فيها، وتعرف إن مصر أبرز الدول التى تصدت للإرهاب والهجرة غير الشرعية ومحاولات خرق القانون الدولى فى الشرق الأوسط، فضلا عن أنها أحد أهم اللاعبين فى الإقليم، ومن هنا لن يضخى أى نظام عالمى بالعلاقة مع الدولة المصرية القوية والمستقرة والمدافعة عن أمن المنطقة، من أجل حفنة متطرفين أو إرهابيين تخطت جرائمهم الحدود ووصلت إلى الغرب نفسه.
وشدد النائب محمد مرشدى فى حديثه، على أن تاريخ العلاقات المصرية الأمريكية يشير إلى تقارب دائم وتعاون واسع فى عديد الملفات، وأهمها اتفاقية السلام بالعام 1979، مرورا بالقضية الفلسطينية وأمن الشرق الأوسط، والآن تلعب مصر دورا مهما فيما يخص استقرار ليبيا والتصدى لأطماع بعض الدول فى شرق المتوسط، وهى أمور ستحرص الإدارة الأمريكية الجديدة على بقائها بمأمن من التوترات، فضلا عن أن الدولة المصرية أقوى من الماضى، والشعب يستوعب التعقيدات ويدعم القيادة فى كل الملفات، ومع وجود قائد مثل الرئيس السيسى ودفاعه القوى عن المصالح المصرية، وإدارته الناجحة جدا لملفات السياسة الخارجية وحرصه على توطيد علاقات الصداقة المتوازنة بين مصر وكل دول العالم، فالمتوقع أن العلاقات مع الولايات المتحدة ستشهد استقرارا وتناميا للتعاون والعلاقات المؤسسية كما يليق ببلدين كبيرين، وهو ما سيدفع بالضرورة كل جماعات التطرف وقوى الشر خارج المشهد ومساحة الشراكة بين القاهرة وواشنطن، ويؤكد من جديد أن ما حدث فى 2011 وما بعدها لن يتكرر، وأن تاريخ مصر والمنطقة لن يعود إلى الوراء.