عقدت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، اجتماعا بنواب محافظات المنيا والغربية والفيوم والبحيرة، وممثلي وزارة الأوقاف والكنيسة المصرية وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمجلس القومي للمرأة، وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني ، لمتابعة نتائج مبادرة مراكب النجاة .
وأوضحت وزيرة الهجرة أن الاجتماع يهدف إلى متابعة ما تم تحقيقه منذ إطلاق المبادرة وحتى الآن، في إطار حرص الوزارة على تقييم الأعمال بالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة والمجتمع، تنفيذًا لخطط الدولة للتنمية المستدامة 2020، والبحث عن البدائل الآمنة.
وأكدت الوزيرة أن رؤية ورسالة وأهداف الوزارة لتفعيل مبادرة مراكب النجاة، ارتكزت على جهود توعية المجتمع بمخاطر الهجرة غير الشرعية، إلى جانب التعريف بسبل الهجرة الآمنة التي تضمن الحقوق القانونية، مع توفير البدائل الإيجابية من تدريب وفرص عمل وريادة الأعمال للشباب بالمحافظات التي تنتشر بها ظاهرة الهجرة غير الشرعية، مشيرة إلى التعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية التي قامت بتخصيص 250 مليون جنيه بميزانية الدولة 2021 لدعم تنفيذ المبادرة في 70 قرية على مستوى الجمهورية.
واستعرضت السفيرة نبيلة مكرم أبرز فاعليات مبادرة مراكب النجاة التي بدأت بإجراء زيارات ميدانية لعدد من المحافظات هي: الفيوم، والبحيرة، والغربية، والمنيا، تضمنت عددا من الفعاليات والأنشطة التي استهدفت التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وفي هذا الصدد تم عقد مجموعة من اللقاءات الجماهيرية المباشرة بسيدات وشباب وطلاب المحافظات وبلغ عددهم 20 ألف فرد، إضافة لزيارة عدد من القرى المنتجة بهذه المحافظات بهدف دعم أصحاب الحرف بها، وتم الاتفاق على الاستفادة من المصريين في الخارج الأكثر خبرة في تعزيز مهارات أصحاب الورش والمصانع، بالإضافة للمشاركة في افتتاح مركز تدريب وتأهيل الشباب بمركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، الذي أنشأته وزارة القوى العاملة مع منظمة الهجرة الدولية بهدف تدريب الشباب، كما تم عقد دورات تدريبية وتثقيفية وتوعوية لشباب وطلبة التعليم الفني، وكذلك الرائدات الريفيات والصحيات والاجتماعيات ومكلفات الخدمة العامة ضمن حملات "طرق الأبواب"، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية.
كما استعرض محمد شكري، مدير عام شؤون المنظمات الدولية بوزارة الهجرة، تجربة إطلاق المركز المصري الألماني للهجرة والتوظيف وإعادة الإدماج ليصبح الأول من نوعه في مصر في هذا المجال، ضمن نتائج مبادرة مراكب النجاة، ما يهدف للتثقيف والتدريب للشباب وفقًا لاحتياجات السوق الألماني، وإعادة الإدماج بدعم المشروعات الصغيرة في عدد من المحافظات الأكثر تصديرًا للهجرة غير الشرعية.
من ناحيتها، أوضحت الدكتورة نهال بلبع، نائب محافظ البحيرة، أن إطلاق وزارة الهجرة لمبادرة "مراكب النجاة" بالمحافظة، ساهم في فتح باب التعاون بين المحافظة وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، ما ساهم في إطلاق مشروعات بقيمة تخطت 55 مليون جنيه، مشيرة إلى مبادرة "عايشين بخيرها"، والتي ساهمت في تدريب السيدات بالقرى المصدرة للهجرة غير الشرعية، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني وعدد من الشركات، ما ساهم في توفير نحو 17 ألف فرصة عمل.
كما استعرضت "بلبع" دور "مراكب النجاة" في توفير التمويل اللازم، بالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني والجهات الداعمة لتطوير عدد من الأماكن المصدرة للهجرة غير الشرعية مثل تطوير ساحل رشيد وميناء الصيد في إدكو، بالإضافة إلى تفعيل معمل اللغات بمركز التأهيل المهني بحوش عيسى، والذي شاركت السفيرة نبيلة مكرم في افتتاحه مع منظمة الهجرة الدولية ووزارة القوى العاملة، وتخريج أول دفعة من دارسي اللغة الإنجليزية، والتخطيط لدفعة جديدة من دارسي اللغة الفرنسية، بالإضافة لتوفير نحو 250 فرصة عمل ضمن مبادرة "نورت بلدك" للمصريين العائدين بالخارج جرّاء وباء كورونا المستجد.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد محمود، نائب محافظ المنيا، وأحد علماء مصر تستطيع، أن المحافظ اللواء أسامة القاضي حرص على توظيف حملة مراكب النجاة في الارتقاء بعدد من القرى الأكثر احتياجا، وتوفير الدعم بالتعاون مع المؤسسات المختلفة في مراكز سمالوط وملوي ودير مواس، بتكلفة بلغت نحو 41 مليون جنيه، مؤكدًا أن المحافظة عملت على تنفيذ عدد من المحاور لتحقيق النتائج المثلى من المبادرة؛ حيث حرصت المحافظة على توعية الفئات المستهدفة بمخاطر ظاهرة الهجرة غير الشرعية بمشاركة المجلس القومي للمرأة ومديريات الشباب والرياضة والتضامن والثقافة وجهاز تنمية المشروعات وغيرها.
وتابع محمد محمود أن المحافظة عملت منذ سبتمبر الجاري على توفير التدريب والتأهيل لقطاع كبير من الشباب، وتشجيع القرى المنتجة في المحافظة، وتمويل عدد من المشروعات الصغيرة، مشيرًا إلى أهمية توظيف الثقافة والفن في المجتمعات الريفية للتوعية بمخاطر الظاهرة، بالإضافة إلى اللقاءات المباشرة مع الشباب بمراكز الشباب وإطلاعهم على جهود الدولة للتنمية في المشروعات القومية، بمشاركة الجهات الداعمة لتوفير فرص العمل للشباب بكل شفافية، بالتنسيق مع جمعيات المستثمرين ورجال الأعمال، فضلًا عن الاستثمار في القطاع السياحي بالمحافظة، وتعريف الجمهور بالفرص في المحافظة وجهود التنمية في إطار مبادرة "اعرف بلدك".
وفي سياق متصل، تابع دكتور مهندس أحمد عطا، أن محافظة الغربية شهدت نقلة نوعية منذ البدء في تنفيذ المبادرة الرئاسية مراكب النجاة، حيث تم إطلاق المنطقة اللوجيستية، بالتعاون مع المهندس أشرف دوس بمرحلتيها الأولى والثانية، ما ساهم في توفير عدد من فرص العمل للشباب، وكذلك العائدين من الخارج ضمن مبادرة "نورت بلدك"، بالإضافة إلى توفير نحو 1000 فرصة عمل، بالتعاون مع جهاز الخدمة العامة وأحد المراكز الألمانية، بالإضافة إلى الاستمرار في تدريب وتأهيل الشباب، وإتاحة المزيد من فرص العمل بدعم الصناعات المختلفة التي تتميز بها المحافظة في قرى: "الفرستق، محلة اللبن، شبرا بلولة، شنراق، حصة شمشير، كُتامة"، بالإضافة لدعم صناعات البويات والإكسسوارات والمناحل وغيرها.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور محمد عماد، نائب محافظ الفيوم، أن المحافظة شهدت انطلاق المبادرة في ديسمبر من العام 2019، ما ساهم في توجيه جهود المحافظة بالمشاركة مع وزارات ومؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني في توفير فرص التدريب والتأهيل للشباب بديلًا عن الهجرة غير الشرعية، متابعًا أنه تم استهداف نحو 250 ألف شخص بالتوعية بالتعاون مع عدد من الجهات، بالإضافة إلى تطوير قرية تطون "احد معاقل الهجرة غير الشرعية"، بالتعاون مع جهاز تمنية المشروعات، وتطوير عدد من المدارس ودعم المشروعات الصغيرة.
وأشار عماد إلى أهمية الارتقاء بالقطاع السياحي بالمحافظة لتوفير فرص العمل، والصناعات الداجنة والأعلاف؛ نظرًا لطبيعة المحافظة، بالإضافة إلى توفير نحو 2000 فرصة عمل خلال مبادرة "شغلك في قريتك"، بالتعاون مع التنمية المحلية.
وقالت حنان مكرم، ممثل الكنيسة المصرية، إن وزارة الهجرة وقعت بروتوكول مع الكنيسة في شهر أكتوبر الجاري، وبموجبه يتم البدء في تنفيذ أول تدريب بمحافظات: "المنيا، سوهاج، بني سويف، أسيوط"، باعتبارها من أكثر المحافظات تصديرًا للهجرة غير الشرعية، على أن تشمل المرحلة الثانية المحافظات من سوهاج حتى أسوان، حيث يتضمن التدريب والتوعيىة فئات مختلفة من السيدات والشباب، بالإضافة إلى مشروعات محو الأمية ورفع الوعي لدى المزارعين بخطورة ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
بينما أشار الدكتور أشرف فهمي، مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف، أن الوزارة عملت على دعم جهود الدولة في محاربة الهجرة غير الشرعية، حيث تضمنت عدد من خطب الجمعة محاربة الهجرة غير الشرعية والحث على العمل والانتماء للوطن وعدم المخاطرة بالنفس وتعريضها للتهلكة، مؤكدًا أن الوزارة عملت بالاشتراك مع الكنيسة والمجلس القومي للمرأة على توضيح رأي الدين في الظاهرة خلال حملات طرق الأبواب، موضحًا أنه سيتم تكثيف الحديث عن مخاطر الظاهرة بالبرامج الإذاعية والتليفزيونية، وخلال دورات تدريب الأئمة، والتي تعقد مرتين شهريًا بحضور 200 خطيب.
ومن ناحيته، أوضح طارق صبور، مدير إدارة المعارض بجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أن الجهاز حريص على دعم جهود الدولة بتوفير فرص العمل للشباب، لمحاربة الهجرة غيرالشرعية وتوفير البدائل الآمنة، مضيفًا أن الجهاز حريص على دعم الفئات المختلف من الشباب والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة، وعرض قصص النجاح المختلفة بالمحافظات الأكثر تصديرًا للهجرة غير الشرعية، فيما تابعت فاطمة سليمان، رئيس قطاع التنمية المجتمعية والتدريب بجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أن الجهاز قام بتدريب نحو 140 مسؤول بالتنسيق مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وفق البروتوكول الموقع مع وزارة الهجرة، للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية والبدائل الآمنة، بميزانية بلغت نحو 97.5 مليون جنيه، ما ساهم في توفير نحو 143 ألف يومية عمل.
وأضافت إيزيس حافظ، مدير عام إدارة التدريب بالمجلس القومي للمرأة، أن المجلس حريص على توعية المرأة المصرية في المحافظات الأكثر تصديرًا للهجرة غير الشرعية، باعتبارها الأكثر تأثيرًا في أسرتها وفي محيطها، ما يضمن وصول أهداف مبادرة "مراكب النجاة" إلى الفئات المستهدفة، مؤكدة أن حملة "طرق الأبواب" قدمت مجهودًا كبيرًا بالتنسيق بين المجلس وعدد من الجهات الفاعلة المشاركة في المبادرة، لإيصال رسالة المبادرة وتوعية الشباب وطلاب المدارس بجانب السيدات الريفيات بالمحافظات الأكثر تصديرًا للهجرة غير الشرعية.
وتابع أحمد بشير، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مهنة ومستقبل للتنمية، أن مبادرة "مراكب النجاة" تهدف للتمكين الاقتصادي للشباب والمرأة، مشيدًا بجهود وزارة الهجرة في مكافحة الهجرة غير الشرعية، ليس بالتوعية فقط، ولكن بتوفير البدائل بالتدريب وفرص العمل، وتابع أن إشراك مؤسسات المجتمع المدني يساعد في الوصول للفئات المستهدفة بالتوعية والتدريب على مختلف التخصصات من الفندقة والصيانة والسباكة والكهرباء والرخام وغيرها من الحرف التي تحتاج إلى الأيدي العاملة الماهرة، مع إمدادهم بالمعدات اللازمة، وكذلك رفع كفاءة القرى الأكثر احتياجا بالتعاون مع مؤسسات الدولة.