قال السفير يوليوس جيورج لوى السفير الألمانى بالقاهرة، إن المحميات الطبيعية فى مصر تفتقر إلى عدم وجود التمويل الكافى والحراس المدربين لحماية تلك المساحات الشاسعة من الأرض، ما ينتج عنه تركها عرضة للمخاطر مثل الصيد العشوائى والجائر والتلوث.
وأضاف خلال الحلقة النقاشية الثامنة والثلاثين لمنتدى القاهرة للتغير المناخى، الذى نظمته وزارة البيئة بالتعاون مع سفارة جمهورية ألمانيا الإتحادية بالقاهرة، تحت عنوان "حماية وتنمية المحميات الطبيعية فى مصر" أمس الخميس، أن المحميات الطبيعية فى مصر تحتضن ثروة من الكنوز البرية والبحرية، وتلك الكنوز تتعرض للخطر بسبب التلوث والأنشطة الحضرية والصناعية والزراعية.
ومن جانبه، قال الدكتور مصطفى فودة، مستشار وزير البيئة خلال كلمته بالمنتدى إن "الله تعالى خلق الجمال ثم وضعه فى سلة، وأودع السلة فى محمية رأس محمد، حيث أن تلك محمية تقع فى الطرف الجنوبى لشبه جزيرة سيناء، والتى أصبحت أول محمية طبيعية فى مصر عام 1983".
وأضاف فود، " قبل انضمامى إلى قطاع حماية الطبيعة بالوزارة، كنت أستاذاً جامعياً أدرس وأعمل بعض الأبحاث والخدمات المجتمعية، وعند التحاقى بالعمل الحكومى أصبح لزاماً على التعامل مع المستثمرين وقطاعات عدة من الناس، وأضحى من الصعب بمكان الحفاظ على رؤية واضحة، غير أننى كنت مطالباً ببيع نظم بيئية والمحافظة على التنوع البيولوچى، لأننا يجب أن نركز على الفائدة الإقتصادية مثل آليات الإيرادات وخلق فرص عمل".
وأوضح أن افتتاح أول متحف للتغير المناخى وحفريات وهياكل الحيتان بمنطقة وادى الحيتان فى الفيوم، يمثل قصة نجاح لجذب التعاون الدولى، والحصول على الدخل لتمويل الحماية والمحافظة للمنطقة، حيث تعد المحمية الطبيعية لوادى الريان، والتى تشغل مساحة مائتى كيلومتر مربع وأعلنتها اليونسكو ضمن تراثها العالمى موطن لبعض من أقدم حفريات الحيتان التى تم اكتشافها فى كل أنحاء العالم.
فيما قالت الدكتورة كوهار جارو، أستاذ علم الحيوان بجامعة القاهرة، إن التعليم هو مفتاح رفع مستوى الوعى البيئى وحماية الموارد الطبيعية، مضيفة أن محافظة الفيوم تعد من أغنى محافظات الجمهورية من حيث الثروة النباتية والحيوانية، على الرغم من أن سكانها من أفقر ساكنى مصر، خاصة وأن بها بحيرة قارون ذات الامتداد الشاسع من المياه، والتى سقطت ضحية للتلوث الشديد والقمامة الملقاة فى كل مكان.
ومن جانبه، قال شريف الغمراوى صاحب أول منتجع صديق للبيئة فى مصر، إن السياحة البيئية يجب أن تعمل بالتوازى مع حماية البيئة، وهذا هو أنسب تعامل معهما، موضحاً أن أصحاب النزل والمنتجعات الصديقة للبيئة يعملون حالياً مع وزارة السياحة لإطلاق أول مجلس للسياحة البيئية فى جميع أنحاء مصر، والذى من شأنه أن يكون مظلة تغطى جميع أنشطة السياحة البيئية فى ربوع مصر وكذا وضع المعايير لها.