أكد سفير رومانيا بالقاهرة ميهاي شتيفان ستوبار، أهمية وحيوية مصر بالنسبة لبلاده خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشددا على أن الحوار السياسي بين البلدين يتيح الفرص الجيدة لتطوير التعاون المشترك على المستوى القطاعي، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي التقى مرتين العام الماضي بنظيره الروماني كلاوس يوهانيس ليضعا الحوار المؤسسي على مستوى عال من الانفتاح، قائلا: "نحن نخطط هذا العام مواصلة عقد المشاورات السنوية".
وأوضح ستوبار - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة الاحتفال بالعيد القومي لرومانيا الذي يوافق اليوم الثلاثاء، أن رومانيا بصفتها عضوا في الاتحاد الأوربي فهي تدعم تعزيز الجهود المشتركة بين الاتحاد ومصر لجعل المنطقة أكثر استقرارا وازدهارا.
وأضاف أن التعاون بين الاتحاد ومصر يهدف إلى دعم الجهود المشتركة لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، وتعزيز فرص التعاون الاقتصادي ومعالجة القضايا الإقليمية.. مؤكدا أن إحدي الركائز الأساسية للحوار بين الاتحاد الأوروبي ومصر هو تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب ودعم الحوار والتفاهم باعتباره الحل الوحيد لمواجهة الكراهية والتعصب، منوها بأنه تم تسليط الضوء على هذه القضايا خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل للقاهرة في أعقاب الهجمات الإرهابية التي وقعت في فيينا.
وعن التعاون الاقتصادي، أفاد ستوبار بأن وفدا رومانيا يضم ممثلين عن القطاعات الاقتصادية المهمة مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والمحركات الكهربائية، والأثاث، والجرارات، وإدارة المياه، قام بزيارة مصر خلال الفترة من 1 إلى 8 نوفمبرالماضي أجرى خلالها مباحثات مع وفد مصري ركزت على سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين والاستفادة من فرص الأعمال الحالية في مجال الصناعات الدفاعية، والأمن السيبراني، وكذلك المجالات محل الاهتمام المشترك كالزراعة والتصنيع وهندسة الآلات.
ولفت إلى أن السفارة الرومانية بالقاهرة نظمت بالتعاون مع جمعية رجال الأعمال المصرية ومجلس الأعمال الكندي المصري وجمعية رجال الأعمال بالإسكندرية، 3 منتديات للأعمال خلال زيارة الوفد الروماني وشارك فيها ممثلو أكثر من 40 شركة مصرية مهتمة بتعزيز التعاون مع الشركات الرومانية.
وأفاد ستوبار بأن التعاون بين مصر ورومانيا ليس تعاونا تقليديا فقد أصبحت العلاقات الثنائية أقوى بشكل متزايد في العقود الماضية، قائلا إن: "مصر تمثل لنا بوابة لإفريقيا، وجسرا بين القارات والبحار.. ونعمل على إيجاد شركاء مصريين يمكنهم دعم الأعمال الرومانية والاستثمارات في الأسواق العربية والإفريقية التي ازدهرت فيها الأعمال الرومانية في الماضي".
وأضاف: "نحتفل العام المقبل بمرور 115 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وبالطبع سينعكس ذلك على التعاون الاقتصادي والتعاون على مستوى القطاعات"، موضحا
أن السفارة الرومانية بالقاهرة تعمل على تشجيع التعاون في القطاعات المختلفة وتعزيز الحوار بين دوائر الأعمال في البلدين، حيث توجد آفاق لتنشيط التعاون في مجال إقامة مشاريع تصنيع وتجميع الجرار الروماني (يو 650) الذي يحظى بطلب من قبل الشركات المصرية.
وعن التبادل التجاري بين رومانيا ومصر، أوضح السفير الروماني بالقاهرة، أن التبادل التجاري بين الجانبين وصل إلى نحو مليار دولار في السنوات الماضية، غير أن جائحة (كوفيد-19) أثرت إلى حد ما على مستوى التعاون، ولكن بفضل التواصل الجيد بين الشركاء المصريين والرومانيين وبفضل رغبة كلا الطرفين في الحفاظ على مستوى عال من التعاون الاقتصادي بلغت قيمة التجارة الثنائية 58ر452 مليون دولار في التسعة الأشهر الأولى من هذا العام.
وأشار إلى أن رومانيا تصدر لمصر المنتجات الأساسية مثل القمح والشوفان وهي تعد أحد الشركاء التجاريين الرئيسين خارج الاتحاد الأوروبي حيث تحتل المرتبة السابعة وأصبحت مصر في السنوات الأخيرة السوق الرئيسي الأول للمنتجات الرومانية في إفريقيا والشرق الأوسط بزيادات شهرية كبيرة.. مشيرا إلى أن بعض الشركات المصرية مثل أوراسكوم وبتروجيت تعمل في رومانيا أو تعتزم دخول السوق الروماني.
وعن الاقتصاد المصري، أشاد ستوبار بالاجراءات التي اتخذتها مصر منذ بداية الوباء من خلال تبني تدابير شجاعة وواسعة النطاق لحماية ودعم اقتصادها .. معربا عن اعتقاده بأن الاقتصاد المصري يعد من أكثر الاقتصاديات استقرارا في المنطقة خلال هذه الفترة.
وقال إن جميع الاقتصاديات في العالم تأثرت بسبب جائحة (كوفيد-19) وليس هناك وصفة محددة للحد من التأثير السلبي للوباء على الاقتصاد ولهذا من الصعب تقييم الإجراءات المتخذة التي تهدف إلى تحفيز الإنعاش الاقتصادي، مضيفا أن أوروبا تشهد حاليا الموجة الثانية من الوباء وأصبحت أكثر استعدادا في ضوء توافر المعرفة الفنية؛ كما خصصت الحكومات الموارد اللازمة للاستجابة وتعلمت من الدروس المستفادة من الموجة السابقة حول كيفية التعامل مع التداعيات الاقتصادية.
وعن السياحة، قال إن هذ القطاع من أكثر القطاعات تضررا لجميع دول العالم بما في ذلك مصر ورومانيا والدول الأوروبية، مشيرا إلى أن نحو3500 سائح روماني كانوا يزورون مصر شهريا قبل الوباء .. معربا عن اعتقاده بعودة تدفق السائحين الرومانيين لمصر بعد الانتهاء من جائحة (كوفيد-19).