أكد اللواء محمد ابراهيم الدويري نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ضرورة الوقوف كثيراً عند الزيارة الهامة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى فرنسا، والتى إستغرقت ثلاثة أيام، حيث يمكن إعتبار أنها واحدة من أهم الزيارات التاريخية فى العلاقات بين الدولتين.
وأبرز اللواء محمد ابراهيم - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم الاربعاء، تعقيبا على زيارة رئيس الجمهورية لفرنسا- تعدد ونوعية اللقاءات رفيعة المستوى التى عقدها الرئيس السيسى مع القادة الفرنسيين وعلى رأسهم لقاء القمة مع الرئيس ماكرون والإجتماعات التى تمت مع كل من رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزيرة الدفاع ورئيس مجلس الشيوخ ورجال الأعمال الفرنسيين ومن بينهم رئيس مجموعة إيرباص العالمية فى باريس .
وشدد على التوقيت شديد الأهمية للزيارة والتى جاءت فى ضوء تصاعد المخاطر والتهديدات فى منطقة الشرق الأوسط وقبيل قدوم إدارة أمريكية جديدة ذات توجهات قد تكون مختلفة تجاه بعض القضايا الإقليمية والدولية، وذلك بجانب طبيعة القضايا التى تمت مناقشتها تفصيلياً والتى إشتملت على كافة الموضوعات التى تمثل إهتماماً مشتركاً للدولتين والتى يتم التنسيق والتشاور الدائم بينهما بشأنها .
ولفت اللواء محمد ابراهيم إلى حفاوة الإستقبال المتميز الذى لاقاه الرئيس السيسى خلال الزيارة إبتداء من لقاء القمة مع ماكرون وإنتهاء بوضع إكليل الزهور على قبر الجندى المجهول فى مشهد مهيب .
وأشار إلى أن هذه الزيارة ونتائجها قد أكدت أن العلاقات المصرية -الفرنسية هى علاقة إستراتيجية وأنها تعد بالفعل تتويجاً لمعنى الشراكة الحقيقية التى تستند على الرؤى والمصالح والأهداف المشتركة التى تتطور بشكل متواصل، كما أن نتائج المناقشات والإتفاقات التى تم التوقيع عليها بين الجانبين خلال الزيارة أبرزت بوضوح حجم وعمق هذه الشراكة.
وأضاف "وقد عكست الزيارة مدى التوافق التام بين مصر وفرنسا فى قضايا متعددة من أهمها ما يلى :
• الأزمة الليبية والتأكيد على أهمية التوصل إلى حل سياسى لهذه الأزمة وتفكيك الميليشيات المسلحة الموجودة على الأراضى الليبية .
• ضرورة مواجهة التهديدات فى منطقة شرق المتوسط التى تشهد تدخلات تركية مرفوضة وغير شرعية .
• قضية الإرهاب وكيفية مواجهته وهى من أهم قضايا التى تشهد دائماً توافقاً وتنسيقاً واضحاً بين الدولتين .
• أن حل القضية الفلسطينية لابد وأن يستند على مبدأ حل الدولتين والعمل على إستئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية .
• أهمية التوصل إلى إتفاق عادل وشامل وملزم لمشكلة سد النهضة يحقق المصالح المصرية والسودانية والإثيوبية".
وتابع أنه وفيما يتعلق بقضية حقوق الإنسان ،" كان الرئيس السيسى حريصاً على توضيح العديد من الجوانب التى كان لابد للمجتمع الدولى أن يعرفها وهى كما يلى :
• من الطبيعى أن تكون هناك إختلافات فى بعض وجهات النظر بين مصر وفرنسا أو أية دولة أخرى بشأن هذه القضية ولكن الأمر الأهم ألا يؤثر أى إختلاف على عمق العلاقات الإستراتيجية بين الدولتين وهو الأمر الذى أكده الرئيس ماكرون بكل وضوح .
• أن مصر لديها 55 ألف منظمة مجتمع مدنى ولم يصدر من أغلبية هذه المنظمات أية شكاوى ترتبط بحرية العمل المتاحة لهم فى مصر .
• أنه ليس من المنطق أو العدل أو الإنصاف أن يتم الحكم على مصر أو على قيادتها من واقع هذا الموضوع وأن يتم تجاهل الدور المصرى الإقليمى والدولى والجهود التى تبذلها القيادة السياسية فى تحقيق نقلة نوعية فى مجال التنمية الإقتصادية فى مصر , وأنه على كل المهتمين بمثل هذه القضايا أن يراجعوا طبيعة الأوضاع فى سوريا وليبيا واليمن ولبنان وأفغانستان وباكستان .
• أن محاربة الإرهاب يعد حقاً أصيلاً للدولة المصرية وأن من واجب القيادة السياسية الحفاظ على أمن وسلامة وإستقرار مواطنيها البالغ عددهم أكثر من مائة مليون مواطن .
• أن الأفكار المتطرفة التى تتبناها الجماعات المتشددة والتى تعانى منها الدول الأوروبية حالياً بما فيها فرنسا كان مصدرها جماعة واحدة تبنت هذا الفكر المتشدد منذ تسعين عاماً ونشرته فى أنحاء العديد من الدول" .
ونوه اللواء محمد ابراهيم بأنه وبالنسبة لموضوع الرسوم المسيئة وربطها بحرية الرأى، "كان الرئيس السيسى شديد الوضوح عندما عبر سيادته عن الموقف المصرى بثقة وقوة أمام العالم كله ومتحدثاً بإسم الشعب المصرى حيث أكد سيادته على المحددات والمبادئ والمفاهيم التالية :
• أن الدين الإسلامى هو دين السماحة والإعتدال والوسطية .
• أن لكل فرد الحرية فى الإعتقاد بما يشاء دون تدخل أو ضغط من أحد .
• أن مصر تدين العنف والإرهاب أياً كانت طبيعته أو أسبابه أو مكانه .
• ضرورة عدم الربط بين أى دين والإرهاب .
• أن مصر تحترم حرية الرأى والتعبير ولكن يجب ألا تكون هذه الحرية سبباً فى جرح مشاعر الملايين .
• أن القيم الدينية تظل أعلى مرتبة من القيم الإنسانية التى يجب ألا تنتهك القيم الدينية لأن هذه القيم منزلة من رب العالمين بينما القيم الإنسانية هى من صنيعة البشر."
واختتم اللواء محمد ابراهيم - تصريحاته لوكالة أنباء الشرق الاوسط- قائلا إن هذه الزيارة الناجحة تعد خطوة كبيرة ومتقدمة فى إطار دعم العلاقات المصرية-الفرنسية فى كافة المجالات بلا إستثناء ، معتبرا في الوقت ذاته أن تلك الزيارة أكدت مدى أهمية التنسيق بين فرنسا كدولة كبرى لها ثقلها ومصالحها فى العالم وبين مصر الدولة الحضارية وأقوى دول المنطقة والتى تعد محور الأمن والإستقرار فى الشرق الأوسط والتى تحرص كافة دول العالم على التواصل معها .