لم ير يوسف محمد، النور يوما وعلى الرغم من ذلك صمم على العمل فى المجال الذى يحبه وهو إصلاح الأجهزة الالكترونية.
يوسف الذى ولد كفيفا يستطيع إصلاح الأعطال والتعرف عليها بلمسة واحدة بطرف “لسانه”، يستخدم يوسف حاسة التذوق فى معرفة نوع الأعطال الدقيقة فى الهواتف المحمولة وبلمسة يديه فى الأجهزة الإلكترونية كبيرة الحجم كأجهزة الكمبيوتر.
تخرج يوسف محمد عبد المقصود، فى كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة عين شمس، ولم يستطع إيجاد وظيفة تناسب تخصصه؛ فاستغل هوايته فى إصلاح الإلكترونيات الخاصة بأصدقائه لتصبح مصدر رزق له ولأسرته فهو الآن مهندس لصيانة الإلكترونيات أيًا كان نوعها فى مقدمتها الحواسب أو الهواتف المحمولة، ونتيجة لمهارته فى صيانة الأجهزة بسرعة ودقة فائقة، أصبح معروفا بين أصدقائه وزبائنه باسم “يوسف توب”.
قصة يوسف تعود إلى 13 عامًا مضت حسبما يقول الشاب ذو الثلاثون عاما: “بدأت التعرف على قدرتى فى تصليح الإلكترونيات منذ دراستى فى الكلية عندما بدأت تصليح أجهزة أصدقائى.. إلى أن أصبح عملى بالأساس هو صيانة الموبايلات والأجهزة الإلكترونية بالإضافة إلى العمل فى بعض المنتجات اليدوية مثل البراويز والميداليات”.
وأضاف يوسف قوله: “فى الحقيقة الكفيف والمبصر واحد فى التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة، ويصل كل منهما إلى النتيجة نفسها، ولكن الفارق بينهما فى أسلوب التعامل وطريقة كل منهما مع هذه الأجهزة، فأنا أستطيع عن طريق طرف لسانى التعرف على أسباب وعيوب كل جهاز مهما كان دقيقا”.
وللتأكيد على ذلك أجرى يوسف تجربة تصليح موبايل بعد تفكيكه إلى أجزاء صغيرة.
وتجلّت أمنية “توب” فى أن يساعد غيره من المكفوفين، وأن تتغير نظرة المجتمع للمكفوفين لأن لهم فائدة كبيرة فى المجتمع وليس كما يُشَاع عنهم.
يقول الدكتور محمد شتا، أستاذ بكلية دار العلوم، وهو أحد أصدقاء يوسف: “يوسف شخص مدهش بمعنى الكلمة فأى جهاز لاب توب أو موبايل وحتى آلة الطباعة البرايل يستطيع تصليحها بسرعة رهيبة بأقل الإمكانيات والتكاليف”.
ولفت إلى صبره ومثابرته لإدراك تفاصيل الأجهزة، قائلا: “إنه إذا تعرض إلى أى مشكلة فى جهاز الكمبيوتر الخاص به يأخذ دوما بنصيحة يوسف الذى يشرح له كيف يدخل وعلى ماذا يضغط وهكذا حتى يجد حلا للمشكلة التى تعترضه”.
واختتم حديثه بالتأكيد على أنه ساعده فى تصليح خمسة موبايلات وجهازى لاب توب وجهاز كمبيوتر من قبل.