أكد الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن العلماء أجازوا أن يقيم الشخص صلاة الاستخارة لشخص آخر كأخ أو كصديق، وذلك ردا على سؤال ورد للدار حول "هل يجوز أن أصلى صلاة الاستخارة لغيرى؟".
وأوضح أمين الفتوى أن صلاة الاستخارة من الأعمال المندوبة والمستحبة، يلجأ إليها الإنسان إن أراد أن يفعل شيئا أن يستخير الله فى ذلك، وهذا أمر معلوم، لكن أن يستخير له غيره، أجاز الفقهاء ذلك، وأخذوا هذا الجواز من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "من استطاع فيكم أن ينفع أخاه فى شيء.. فلينفع"، وبناء عليه فإنه لا مانع أبدا من أن تصلى الاستخارة، وهى فى خلاصتها دعاء، بقصد أن تستخير الله لأخيك أن يوفقه الله بخير بين هذين الأمرين.
وكان مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أوضح حكم وسبب صلاة الاستخارة وكيفيتها، وذلك على النحو التالى:
الاستخارة: هى أن يطلب العبد من ربه سبحانه وتعالى أن يختار له، حكمها: سنة؛ لما أخرجه البُخَارِى عَن جَابِر -رَضِى اللَّهُ عَنْهُ- قَال: كَانَ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ فِى الأُمورِ كُلِّهَا.
حكمة مشروعيتها: تسليم العبد الأمر لله تعالى، واللجوء إليه سبحانه للجمع بين خيرى الدنيا والآخرة.
سببها: تكون الاستخارة فى الأمور التى لا يعلم العبد الصواب فيها فيستخير الله سبحانه وتعالى؛ لييسرها له، كالزواج أو السفر أو العمل.. إلخ.
كيفيتها: للاستخارة حالات ذكرها الفقهاء:
الحالة الأولى: وهى الأكمل والأفضل عند الفقهاء، وتكون بصلاة ركعتين بنية الاستخارة، يقرأ فى الركعة الأولى بعد الفاتحة: {قُل يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وفى الثانية يقرأ بعد الفاتحة: {قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، ثم يدعو بعد الصلاة بدعاء الاستخارة، فيبدأ بحمد الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ثم يقول: اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِك الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأْمْرَ – ويذكر حاجته التى يصلى الاستخارة من أجلها- خَيْرٌ لِى فِى دِينِى وَمَعَاشِى وَعَاقِبَةِ أَمْرِى فَاقْدُرْهُ لِى وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِى فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأْمْرَ– ويذكر حاجته التى يصلى الاستخارة من أجلها- شَرٌّ لِى فِى دِينِى وَمَعَاشِى وَعَاقِبَةِ أَمْرِى فَاصْرِفْهُ عَنِّى وَاصْرِفْنِى عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِى الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِى بِهِ.
الحالة الثانية: الدعاء بعد أى صلاة كانت.
الحالة الثالثة: الدعاء فقط بدون صلاة، إذا تعذر على العبد أداء صلاة الاستخارة والدعاء معًا.
وعلى المُستخير بعد ذلك ألا يتعجل نتيجة الاستخارة، ولا يُشترط أن يرى رؤيا تدل على الخير أو الشر فى الأمر المُستخار من أجله، وإنما قد يظهر أثر الاستخارة فى صورة رؤيا، أو سرور واطمئنان قلبي، أو تيسير حال، ويُفضل تكرارها حتى يحصل اطمئنان القلب.
وعليه -كذلك- أن يفوض الأمر لله تعالى، ويعلم أنه إن كان خيرًا فسوف ييسره الله تعالى له، وإن كان شرًا فسوف يصرفه الله عنه؛ راضيًا بما يختاره الله تعالى له، فليس بعد استخارة الله عز وجل ندامة.