واصل مرصد الأزهر العالمي لمكافحة التطرف خلال عام 2020، جهوده في التصدي للجماعات المتطرفة التي تحاول تشويه الصورة الحقيقة للإسلام والمسلمين، من خلال سلسلة من الحملات التوعوية التي هدفت إلى تسليط الضوء على ما تبثه تلك الجماعات المتطرفة من سموم في عقول الشباب، متفاعلًا مع ذلك بعدة لغات لضمان الوصول إلى كافة المجتمعات التي تنشط فيها جماعات التطرف والإرهاب، كما أسهم في التوعية بخطورة وباء كورونا، ولم يغفل عن القضية الفلسطينية، لذا كانت جهود المرصد حافلة بالكثير من الإنجازات وجاءت على النحو التالي:
التوعية بخطورة كورونا على النفس والخطاب الديني العالمي
كان لمرصد الأزهر دور مهم فيما يخص جائحة كورونا حول العالم، حيث حرص على نشر تقارير توعوية، محذرًا من استغلال الجماعات المتطرفة للجائحة وانشغال العالم بها، حيث أطلق حملة "طرق الوقاية من فيروس كورونا" في الفترة من 17 مارس إلى 25 مارس، بعدة لغات، فضلًا عن عدة تقارير توعوية حول الجائحة وتأثيرها على السياق الديني والاجتماعي، خاصة بعد تنامي ظاهرة التنمر على من أصيبوا بالفيروس ومحاولة العديد من جماعات التطرف توظيف ذلك في خدمة أجنداتها المغرضة.
حرص المرصد على طمأنة العالم من خلال ترجمة دعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية لجعل 15 مايو يوما عالميا للصلاة والدعاء واللجوء إلى الله لرفع وباء كورونا، كما قام المرصد بنشر بيانات هيئة كبار العلماء بخصوص "فيروس كورونا" لضمان وصولها إلى كافة الشرائح المجتمعية في جميع دول العالم.
أبرز المرصد دور القادة الدينيين في أوقات الأزمات، وحرص على التواصل مع مؤسسات إسلامية ومسيحية في ألمانيا للمشاركة في الصلاة المُشتركة التي دعا إليها مجلس حكماء المسلمين بتوصية من فضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر.
فلسطين في قلب الأزهر وأولى اهتماماته
لم يغفل مرصد الأزهر خلال العام عن القضية الفلسطينية حيث كانت حاضرة في سلسلة الحملات والتقارير التي أصدرها خلال عام 2020، فأصدر تقريرًا بعنوان الشعب الفلسطيني بين جائحتين: إرهاب المستوطنين ووباء كورونا، وتقريرًا آخر تحت عنوان الكيان الصهيوني يعزز البناء الاستيطاني في الضفة الغربية رغم انتشار كورونا (باللغة العبرية)، وعمل على تسجيل فيديو عن الشعب الفلسطيني وتحديات كورونا (19 مايو) (باللغة العبرية).
دور بارز في التصدي للمسيئين لنبينا الكريم وللرموز الدينية
برز دور مرصد الأزهر في رد الإساءة إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وللرموز الدينية المقدسة، حيث نشر العديد من الأعمال؛ جاءت كالتالي:
إدانة مرصد الأزهر لإعادة نشر صحيفة شارلي إيبدو رسوم كاريكاتير مُسيئة لنبي الإسلام، وترجمتها إلى جميع اللغات.
ترجمة تصريحات رفض فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، استخدام مُصطلح "الإرهاب الإسلامي" إلى عدة لغات، ومطالبته بتجريم استخدامه، ورفضه إهانة النبي صلى الله عليه وسلم فضلًا عن تصريحات فضيلة الإمام الأكبر لوزير خارجية فرنسا، إضافة إلى ترجمة بيانات الأزهر وتصريحات فضيلة الإمام الأكبر فيما يتعلق برفض الإساءة للدين الإسلامي.
أدان مرصد الأزهر حرق نسخة من المصحف الشريف من قِبَل متطرفون يمينيون في مدينة "مالمو" السويدية، بكل اللغات.
ملحمة قوية في مكافحة التطرف والإرهاب
قام المرصد بإعداد إحصائية شهرية بنسب العمليات الإرهابية في الدول الإفريقية، لمعرفة استراتيجيات الجماعات الإرهابية وتكتيكها في تنفيذ هذه العمليات، ومن ثم تقديم توصيات نحو مواجهة هذه الجماعات على المستوى الفكري والعسكري.
إعداد رسوم توضيحية (انفوجراف) شهرية باللغتين العربية والسواحيلية عن عدد العمليات الإرهابية وأماكنها وعدد الضحايا من الجنود والمدنيين، وتوضيح عدد العمليات العسكرية التي تشنها القوات الحكومية المناهضة للجماعات الإرهابية وعدد القتلى والمصابين والأسرى من العناصر الإرهابية.
توقيع برتوكول تعاون مع الهيئة القبطية الإنجيلية في مجال مكافحة التطرف وتفعيل العمل الميداني والتفاعل المجتمعي، وقد واصل هذا المشروع فعالياته خلال عام 2020 أيضًا، ومع انتشار جائحة كورونا استمرت فعاليات المشروع بشكل افتراضي حتى مطلع يونيو 2020، واستأنفت المشاركات بشكل طبيعي في مقر الهيئة الإنجيلية في محافظة المنيا.
ترجمة ما لا يقل عن 50 تقريرًا ومقالًا يتناول الشأن الأفغاني من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية.
المشاركة في المؤتمر الدولي الأول الذي نظمته كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بطنطا، على مدى يومي الاثنين والثلاثاء 3-4 فبراير، تحت عنوان: «دور الأزهر الشريف في الإصلاح والتجديد ومواجهة الفكر المنحرف» بإلقاء ورقة عن جهود المرصد في مكافحة الفكر المتطرف وتفنيده وبيان فساده.
كما أطلق مرصد الأزهر على مدار عام 2020 عدة حملات توعوية تحت عنوان: حملة «أكاذيب داعش»، وحملة «خذوا حِذْركم»، وحملة «اعرف المرصد»، وحملة «أذن واعية» بهدف التوعية والتثقيف.
مقالات لكشف زيف الجماعات الإرهابية
أصدر مرصد الازهر خلال العام سلسلة كتابات ومقالات تحبط آراء المتطرفين وتكشف زيفهم، وكانت بمثابة ضربات موجعة لهم، وتوعية للتحذير من الانضمام لهذه الجماعات، وكانت أهم هذه المقالات: جماعات القتل باسم الدين(1) حركة طالبان باكستان، سلسلة جماعات القتل باسم الدّين (2) تنظيم القاعدة في بلاد شبه القارة الهنديّة، سلسلة جماعات القتل باسم الدين (3) ، جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا، سلسلة جماعات القتل باسم الدِّين (4) حركة "الشّباب" الصوماليّة، من وسط إفريقيا... "داعش" يعيد تجنيد الأطفال من جديد، تصاعد موجات الإرهاب في موزمبيق... الأسباب والتأثيرات، جرائم "بوكو حرام" تفضح مزاعمها، مؤشر العمليات الإرهابية في إفريقيا خلال شهر أكتوبر 2020، مؤشر العمليات الإرهابية في إفريقيا خلال سبتمبر 2020، الصومال.. وأزمات لا تنتهي، التهديدات الأمنية ومستقبل القارة الإفريقية، الجهود الدولية للتصدي لنشاط الجماعات الإرهابية في مالي، سموم التعصب في الهند!، دراسة بعنوان "قراءة تحليلية لشهادات عائدات من تنظيم داعش الإرهابي"، مقال بعنوان "من أسباب التطرف الجهل بالدين".
كما نشر المرصد عدة مقالات تحت عنوان: منهج المتطرفين في التعامل مع التراث، والتمكين الاجتماعي الزائف للمرأة لدى تنظيم داعش الإرهابي، التجديد في وَهْمِ الجماعات المتطرّفة، حرق المصحف.. أثر من آثار "الوهم الاجتماعي" في الدول الأوروبية، صراع الأدوار الاجتماعيّة في حياة المرأة لدى تنظيم "داعش" الإرهابيّ، وأسهمت هذه المقالات بدور مهم في فضح هؤلاء الجماعات وإظهار حقيقتهم