تضمن التقرير السنوى للمنتدى الاقتصادى العالمى لعام 2020، الذى صدر تحت عنوان «ملتزمون بتطوير العالم»، كلمة للدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، حول أنشطتها المختلفة مع المنتدى منذ أن تم ترشيحها فى عام 2014، لتنضم لقائمة القيادات الدولية الشابة، أثناء عملها وكيلا لمحافظ البنك المركزى للسياسة النقدية، واستمرار مشاركتها فى منصات وأنشطة ومناقشات المنتدى خلال المناصب المختلفة التى تولتها مرورًا بمستشار كبير الاقتصاديين بصندوق النقد الدولى، ثم انتقالها للعمل الحكومى وزيرة للسياحة ثم وزيرة التعاون الدولى، كما سلطت «المشاط»، الضوء على المبادرات الهامة التى تم إطلاقها مع المنتدى خلال 2020.
وقالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، فى كلمتها بالتقرير السنوى للمنتدى، أن المنتدى وفر منصات فريدة من نوعها تجمع بين كافة الأطراف ذات الصلة، لتبادل الآراء والخبرات بين القادة من جميع أنحاء العالم، ودفع أجندة الإصلاح فى مختلف المجالات، من خلال القمم العالمية والإقليمية التى يعقدها والاجتماعات السنوية، حيث يتم تسليط الضوء على الموضوعات التى تشكل تحديًا عالميًا ملحًا على المستوى الاقتصادى، وعقد المناقشات بين صانعى السياسات والقادة على المستوى السياسى والتجارى والثقافى وغيرهم لتشكيل جدول أعمال عالمى وإقليمي.
وفى مطلع 2020 تم اختيار وزيرة التعاون الدولى، لرئاسة أول مجلس إدارة لمستقبل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن الجانب الوزارى، والذى تم تشكيله احتفالا بمرور 50 عامًا على انطلاق المنتدى الاقتصادى العالمى، بجانب آلان بيجانى، الرئيس التنفيذى لشركة ماجد الفطيم، الرئيس المشارك للمجلس عن القطاع الخاص، والذى ضم ممثلين عن الأطراف ذات الصلة من القطاعين الحكومى والخاص وخبراء اقتصاديين دوليين من المنطقة، ليكون منصة تشاركية لدراسة المستجدات الاقتصادية الدولية وآثارها على اقتصادات المنطقة، وصياغة مبادرات ذات أهمية.
وتم تطوير ذلك إلى مجموعة العمل الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتى تم تدشينها فى أبريل 2020، لتدفع جدول الأعمال ومناقشة إعادة تدشين استراتيجيات البناء فى المنطقة عقب جائحة كورونا، وضمت مجموعة العمل فى عضويتها الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، وعدد من قادة المنطقة من بينهم، وزير المالية السعودى محمد الجدعان، وزير الاقتصاد الإماراتى عبد الله بن طوق، وزير الدولة للتجارة الخارجية فى الإمارات ثانى أحمد الزيودى، وزير المالية الأردنى محمد العسعس، وزير التجارة والصناعة فى سلطنة عمان على السنيدى، وغيرهم.
وتطرقت وزيرة التعاون الدولى، إلى إطلاق المنتدى الاقتصادى العالمى، خلال 2020، وثيقة مبادئ نظام اقتصادى واجتماعى جامع الأطراف ذات الصلة، والتى تقوم على سبعة مبادئ تهدف لانتعاش اقتصادى شامل، ومستدام، ومرن وتحقيق التعاون بين القطاعى الحكومى والخاص، لإعادة تشكيل المجتمعات والاقتصادات، مما يسمح بالخروج من الوباء أقوى وأكثر مرونة من ذى قبل، وتقوم الوثيقة على سبعة مبادئ هى صياغة سياسات اقتصادية شاملة وعقد اجتماعى جديد، وتحفيز التكامل الاقتصادى، وإعادة تشكيل نظم التعليم، وتسخير الثورة الصناعية الرابعة، وتعزيز الاستدامة البيئية، والتخفيف من المخاطر الصحية العالمية، والالتزام بالحوكمة الرشيدة والمرنة.
وذكرت وزيرة التعاون الدولى، فى كلمتها، أن المنتدى الاقتصادى العالمى ساهم فى دفع الموضوعات الهامة على المستويين الاقتصادى والاجتماعى لتشكل أولوية، مشيرة إلى دخول وزارة التعاون الدولى فى شراكة مع المنتدى لدعم جهود تمكين المرأة من خلال إطلاق «محفز سد الفجوة بين الجنسين فى مصر»، لتعد أول منصة من نوعها يتم تدشينها بأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، لدعم أجندة تمكين المرأة من خلال عمل الأطراف ذات الصلة القطاع العام والخاص والمجتمع المدنى والأكاديمي.
وأشارت وزيرة التعاون الدولى، إلى انضمامها لمجلس الإشراف على المساواة والدمج، والذى حظى بأهمية كبيرة لاسيما عقب جائحة كورونا والتى كانت لها تداعيات اقتصادية واجتماعية على الفئات الأكثر ضعفًا فى العديد من الدول، ومن خلال هذه المجالس يتحقق التواصل الفعال بين المنظمات المختلفة والأطراف ذات الصلة والمنظمات الدولية والأكاديمية لدفع أجندة السياسات من أجل التغيير الإيجابي.
كما انضمت مؤخرًا إلى الاتحاد العالمى لحوكمة العملات الرقمية، والذى يستهدف رفع درجة الدمج والشمول فى النظام المالى عبر حلول السياسات الابتكارية فى الصناعة المالية، ووضع الحلول لنظام تشريعى يأخذ فى الاعتبار الكفاءة والسرعة والشمولية والشفافية كمحركات رئيسية لعملية وضع القوانين.
وفى ختام كلمتها أكدت وزيرة التعاون الدولى أن السنوات القادمة ستشهد تحديات عديدة، فى ظل الأزمة الاقتصادية العميقة التى نتجت عن جائحة كورونا وتفاقم التحديات، وهو ما يحتم ضرورة النظرة للأمور بشكل مختلف وتسريع وتيرة الإصلاحات، وتعزيز روح التعاون بين الأطراف ذات الصلة لبناء أطر التعاون وإعادة تشكيل المستقبل.
جدير بالذكر أن التقرير السنوى للمنتدى الاقتصادى العالمى استعرض جهود وأنشطة المنتدى خلال 2020، حيث يتبع المنتدى 19 منصة فى موضوعات ومجالات مختلفة مثل جائحة كوفيد ومستقبل التصنيع والإنتاج، ومستقبل المدن والبنية التحتية، والأمن السيبرانى والخدمات الرقمية، وغيرها، وتضمن التقرير كلمات للعديد من قادة العالم حول دورهم مع المنتدى فى 2020 من بينهم، دانييلا ستوفيل، وزيرة الدولة السويسرية للشؤون المالية الدولية، وباولا انجابير وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والابتكار برواندا، وبرين مونيهان، رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذى لبنك أوف أمريكا، وسوزان فروتير نائب رئيس جامعة ماكجيل بكندا، وهيروكى ناكانيشى، الرئيس التنفيذى لشركة هيتاشى اليابانية.