تشهد سماء مكة المكرمة يوم غدا الخميس 15 جمادى الآخرة 1442 الموافق 28 يناير تعامد القمر على الكعبة المشرفة بالتزامن مع وقوعه في طور البدر وهو التعامد الأول هذا العام 2021.
القمر سيشرق مع غروب الشمس من الأفق الشمالي الشمال الشرقي ويغرب في الافق الشمالي الشمال الغربي ما يعني بانه سيحاكي المسار العالي لشمس الصيف بعد ستة اشهر عبر سماء الليل، اما شمال الدائرة القطبية الشمالية ، يبقى القمر 24 ساعة فوق الأفق، مثل شمس منتصف الليل في الصيف.
أما في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، يتبع القمر البدر المسار المنخفض لشمس الشتاء حيث يكون القمر منخفضًا في السماء ، تمامًا مثل شمس الظهيرة الشتوية أما جنوب الدائرة القطبية الجنوبية يبقى القمر تحت الأفق لمدة 24 ساعة.
سيصل القمر لحظة البدر المكتمل بزاوية 180 درجة من الشمس عند الساعة ( 07:16 مساءً بتوقيت جرينتش) ويكون بذلك أكمل نصف مداره حول الأرض خلال هذا الشهر .
يتبع ذلك وصول القمر لحظة التعامد عند الساعة ( 09:43:34 مساء بتوقيت جرينتش) وسيكون على ارتفاع (89.57.46 درجة) وقرصة مضاء بالكامل بنسبة (99.9 %) وعلى مسافة 381.125 كيلومتر، وبعد التعامد سيظل القمر مشاهدا في السماء لبقية الليل إلى ان يغرب مع شروق شمس الجمعة .
ظاهرة التعامد من الطرق العلمية لتأكيد دقة الحسابات لحركة الأجسام السماوية ومنها القمر التي تجعل تحديد موقعة في غاية الدقة اضافة الى انه يمكن الاستعانة بهذه الظاهرة الفلكية في معرفة اتجاه القبلة بطريقة بسيطة من عدة مناطق حول العالم كما فعل القدماء .
ان القاطنين في المواقع الجغرافية البعيدة عن المسجد الحرام والتي يشاهد فيها القمر فوق الافق لحظة التعامد فان اتجاه القمر يشير الى مكة بشكل يضاهي دقة تطبيقات الهواتف الذكية .
بشكل عام يعتبر منتصف الشهر القمري التوقيت المثالي لرصد الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير خلافاً لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة نتيجة لوقوع كامل القمر في نور الشمس ، تلك الفوهات المشعة عبارة عن رواسب لمواد عاكسة ساطعة تمتد من مركز الفوهات نحو الخارج لمئات الكيلومترات ويعتقد بأن تلك الفوهات حديثة التكوين.
خلال الليالي المقبلة سيشرق القمر متأخراً بحوالي الساعة كل يوم ، وخلال بضعة أيام سيكون مشاهداً فقط في سماء الفجر والصباح الباكر وفي ذلك الوقت يصل إلى مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من وقوعه في مرحلة البدر المكتمل.