أوجاع وآلام ومأساة تقطع نياط القلوب، تحاصر "طفلة" لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها، في مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، وجدت نفسها فجأة بين ليلة وضحاها، تواجه مرضا مزمنا يُدمر جسدها، ويغير من ملامح بشرتها، خاصة أنه انتشر في جسمها كالنار في الهشيم ليمتد إلى جميع مفاصلها، ما جعلها تعاني من اضرابات وضغوط نفسية مع تعرضها للتنمر في المدرسة والمنطقة التي تعيش فيها.
الطفلة "فاطمة"، التي فضلت أن تذكر اسما مستعارا لها، خوفا من تزايد حالات التنمر ضدها، تعاني من مرض الصدفية منذ عام 2015، ورغم توجهها إلى بعض الأطباء، إلا أن المرض نهش جسدها، وصارت أسرتها غير قادرة على علاجها في ظل معاناتها من أزمة مالية حادة، جعلت من الصعب استمرار الطفلة في العلاج.
"أنا عندي صدفية ياريت تساعدوني في العلاج لو سمحتم.. صحابي بيشمئزوا مني في المدرسة".. بهذه الكلمات بدأت "فاطمة" حديثها لـ"انفراد"، مؤكدة أنها تعاني من التنمر بين زميلاتها في المدرسة بسبب مرضها، قائلة بنبرة حزينة: "أنا في الصف الأولى الإعدادي، وزمايلي بيرفضوا يمسكوا إيدي في المدرسة بسبب الصدفية، وده بيخليني أقعد أعيط كتير ومابكنش عارفة اعمل إيه عشان أخف واصحى وكون طبيعية زيهم.. ياريت تساعدوني".
وأشارت فاطمة، إلى معاناتها مع المرض، قائلة: "الصدفية بتخليني أهرش كتير وساعات ما بقدرش أقف ولا أوطي جسمي، وكمان ضهري بيوجعني جدا... وأمي بيحصل لها حالة انهيار من حالتي خاصة لما بهرش كتير، أنا نفسي اكشف وجيب العلاج، عشان ربنا يشفيني بعد ما المرض انتشر في كل جسمي... أنا دلوقت خايفة الصدفية تطلع في وشي وما قدرش اخرج من البيت، وفي سنة من السنين ظهرت جمب عيني بس الحمدلله اختفت من المنطقة دي".
أما والدتها "أم فاطمة" المنفصلة عن زوجها، فتقول: "بنتي عندها 13 سنة وأصيبت بالصدفية منذ 5 سنوات، حيث بدأ المرض في يديها وقدميها، ثم انتشر في باقي جسدها فيما بعد، وحينما توجهت للطبيب أكد أن الجهاز المناعي لديها فيه قصور جعل المرض يتنشر في جسمها".
وأضافت : "لما جزء من جسمها كان بيخف، كان المرض يطلع في منطقة تانية والعدوى انتشرت في جسمها كله، حتى الظهر والبطن والأكتاف والقدمين واليدين... وأبوها راجل على قد حاله.. إحنا منفصلين وهي ضايعة بينا إحنا الاتنين.. والدها متجوز ومخلف ومرتبه على قد بيته، وشغال غفير يا دوب المبلغ اللي بياخده على أد الحال".
وتابعت : "الصدفية بتخلي البنت تهرش بطريقة رهيبة، وبعدين الدكتور قال لازم يتابع معاها كل شهرين، وفي كل مرة محتاج فلوس كشف جديد عشان الأدوية بتتغير، وأنا صرفت عليها مبالغ كبيرة ومفيش نتيجة من العلاج، ومعنديش القدرة أني أعالجها خاصة أن المرض صعب ومزمن، وبينتشر بسرعة كبيرة في جسمها وشعرها تساقط لأن المرض انتشر في فروة الرأس بطريقة فظيعة".
وناشدت الأم، الأطباء بأن يتبنوا حالة ابنتها وعلاجها، مؤكدة أنها لا تحتاج أي أموال أو تبرعات إنما تريد علاج ابنتها فقط خاصة أن أسرة غير مقتدرة.
فيما تحفظ "انفراد"، على نشر صورها مراعاة للحالة النفسية التي تعاني منها الطفلة وأسرتها.
الصدفية أحد الأمراض الجلدية المزمنة، التي تحدث نتيجة خلل في جهاز المناعة الذاتية، يتسبب في أن تصبح بعض مناطق الجلد سميكة وملتهبة وحمراء ومغطاة بقشور فضية، ويعمل الجسم والبشرة بطرق غامضة، والحالة المشيمية للصدفية هي أحد الأمثلة على ذلك، ويمكن أن تؤثر الصدفية على الجلد بالكامل أو تظل محتواه في منطقة واحدة، يمكن أن يصيب أي شخص في أي فئة عمرية والصدفية لا تميز بين الجنسين.