أكد الشيخ نور الدين قناوى مدير عام مراكز الثقافة الإسلامية أن إخراج الزكاة إلى مستحقيها يعنى أمورًا عديدة أهمها إعلاء روح الرحمة والتكافل والتراحم، فهى حق للفقير والمسكين.
جاء ذلك خلال المحاضرة العلمية اليوم الأحد، بعنوان: "دور الزكاة فى المجتمع" بقاعة الجيش بمدينة نيالا بولاية جنوب دار فور السودانية ضمن أعمال قافلة الأوقاف الدعوية، لافتا إلى قول نبينا (صلى الله عليه وسلم) لسيدنا معاذ بن جبل (رضى الله عنه) حين أرسله إلى اليمن : "إنك تأتى قوما أهل كتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات فى كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد فى فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب"، وهى طهرة للمزكي.
وتابع:" يقول الحق سبحانه : "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا"، وهى نماء للمال، يقول سبحانه : "وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقًا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكًا تلفًا"، وهى مداواة للمريض حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ"، وهى وقاية للمال من الزوال، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "إِنَّ لِلَّهِ عبادًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، يُقِرُّهُمْ فِيهَا مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ، فَحَوَّلَهَا إلى غَيْرِهِمْ"، ولاشك أن الزكاة إذا وظفت توظيفا صحيحًا فى مصارفها الشرعية تسد ثغرة كبيرة فى احتياجات الفقراء والكادحين والمصالح العامة للوطن، ولن يكون بين أبناء الوطن محتاج ولا متسول، يقول الإمام على بن أبى طالب (رضى الله عنه) أن الله (عز وجل) قسم أقوات الفقراء فى أموال الأغنياء، فما جاع فقير إلا بشح غنى، فإن وجدت فقيرًا جائعا فاعلم أن هناك غنيا لم يُخرج حق الله فى ماله، ولم يف بواجبه تجاه مجتمعه.