أجرى أعضاء قافلة الأوقاف الدعوية اليوم الأحد، زيارة لمقر ديوان عام الأوقاف للولاية بمدينة الأبيض فى السودان، وذلك استمرارًا لنشاط القافلة الدعوية لوزارة الأوقاف فى ولاية شمال كردفان، شارك فى الزيارة الدكتور عادل حسن حمزة الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامى بالخرطوم، والدكتور الزبير محمد على مدير مركز التحصين الفكرى بالخرطوم، والدكتور عمرو الكمار مدير أكاديمية الأوقاف الدولية، والشيخ محمد رجب إمام وخطيب مسجد الصحابة بشرم الشيخ، والواعظة عبير أنور، والواعظة دينا الجدامى، والدكتورة أسماء الشنقيطى رئيس اللجنة الإعلامية للمجلس الأعلى للدعوة، والداعية منال حسن التنى داعية بجمعية القرآن الكريم، وعددًا من الدعاة السودانيين.
وذكر بيان للوزارة اليوم أنه كان فى استقبال القافلة الشيخ حامد محمد مدير عام شئون الدعوة بولاية شمال كردفان، والشيخ صالح حسين خليل مدير ديوان الأوقاف بالولاية، والشيخ إبراهيم يوسف المدير الإدارى لديوان الوقف فى الولاية، وعبد الله الرحيمى أمين عين الوقف، ومجدى محمد مدير الموارد البشرية فى ديوان الوقف، وزاكى محمد على المدير المالى بديوان الوقف، وعدد كبير من موظفى ديوان الوقف بولاية شمال كردفان.
وقدم الشيخ إبراهيم يوسف المدير الإدارى لديوان الوقف شرحًا إجماليا لعمل الديوان فى الولاية، مشيدًا بالتجربة المصرية فى تنمية الوقف، مؤكدًا على ضرورة الاستفادة منها.
وعبر أثير إذاعة شمال دارفور، وخلال برنامج "ينابيع الهدى" قال الدكتور على الله شحاتة الجمال إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة (رضى الله عنها) أن الأمن مطلب الناس جميعًا حتى الأنبياء (عليهم السلام) فإبراهيم (عليه السلام) يدعو الله أن يجعل بلده آمنًا، قال تعالى: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِى وَبَنِى أن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ"، فنعمة الأمن كانت أولَ دعوةٍ لأبينا إبراهيم (عليه السلام)، ونبى الله يوسف (عليه السلام) يطلب من والديه دخول مصر مخبرًا باستتباب الأمن بها ومطمئنًا لهم، قال تعالى: "فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ أن شَاء اللّهُ آمِنِينَ"، ولمَّا خاف موسى من مواجهة فرعون، أعلمه ربه أنه من الآمنين ليهدأ رَوْعه، وتسكن نفسه قال تعالى: "وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ"، ولما رحم النبى (صلى الله عليه وسلم) أهل مكة يوم فتحها ذكرهم بما ينالون به الأمن ؛ مما يدل على أهميته لدى المؤمنين والكافرين، فقال: "من دخَل دارَ أبى سفيان فهو آمن، ومن ألقَى السّلاحَ فهو آمن، ومن دخل المسجدَ فهو آمن"، والعبادة لا يتأتى القيام بها على وجهها الأكمل إلا فى ظل الأمن قال تعالى : "حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أو رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ".
فيما قال الدكتور/ عيد على خليفة مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة أن من هموم الدعوة ومشاكلها كثرة التيارات والتوجهات والذى يزيد الوضع سوءا أن ينتمى بعض الدعاة إلى هذه التيارات، مع أن الداعية ينبغى أن لا ينتمى إلى شيء منها، لأن الذى ينتمى إلى تيار ما أو جماعة ما لا يبصر عيوبها ويسير فى سلكها كأنه أعمى، ولقد أحسنت وزارة الأوقاف المصرية صنعًا حين كشفت زيف أفكار الجماعات المتطرفة ووقفت لهم بالمرصاد، مضيفًا أن مما يدعو إلى الدهشة أن يظن البعض أن هناك تناقضا بين حب الوطن والمواطنة وبين الدين، والأمر مخالف لهذا تماما لأن حب الأوطان غريزة عند الإنسان، والدين ينمى هذه الغريزة ويقويها، ويشير القرآن الكريم فى سورة القصص تسلية للنبى (صلى الله عليه وسلم) يقول الله تعالى : "إِنَّ الَّذِى فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إلى مَعَادٍ "، قال بن عباس (رضى الله عنه) إنى لأعلم متى وأين نزلت هذه الآية، نزلت يوم الهجرة والنبى (صلى الله عليه وسلم) يهاجر من مكة إلى المدينة، يشير بذلك إلى أن حب الأوطان فطرة فطر الله تعالى الإنسان عليها وأن الإنسان لا يخرج منها إلا مضطرا أو مكرها أو بحثا عن مصلحة راجحة.
وفى كلمتها أكدت الواعظة الدكتورة/ جيهان ياسين أن الله تعالى أمرنا بالوحدة ونهانا عن التنازع والتناحر وأمرنا أن نعمل على تقوية بلادنا، مضيفة أن الانسان الذى يعمل ضد بلده غير مستقيم الفكر، ولا سوى النفس، لأن حب الوطن فطرة عند الانسان وقد جعل الله تعالى الجلاء من الوطن عذابا قال الله تعالى: "وَلَوْلا أن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ"، وقال: "وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أن اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أو اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ" فسوى بين قتل النفس وبين الخروج من الديار فى المشقة الحاصلة على النفس الإنسانية.
كما أشارت إلى أن الإسلام كرم المرأة ولم يظلمها كما يدعى بعض من لا يفهمون الإسلام، وأن المرأة فى البلاد العربية والإسلامية بفضل الله ليست أقل حظا من المرأة الغربية، لأنها تحصل على حقوقها كاملة، مع صيانتها وعفتها وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.