ألقت الدكتورة وفاء عبد السلام، الواعظة المتطوعة بوزارة الأوقاف، وإحدى المشاركات فى قافلة الأوقاف الدعوية بالسودان، محاضرة على عدد من سيدات السودان، حول دور المرأة فى الإسلام وتعظيمه لها وإعلاؤه من شأنها.
وقالت الواعظة وفاء عبد السلام: "أشعر بالفخر أننى امرأة لتكريم الإسلام لى، فمن تكريم الله لنا أن جعل للمرأة دور فى بعثة النبى صلى الله عليه وسلم، كما أن المرأة لها دور الريادة فى عدة مجالات، فهى أول من آمنت بالنبى صلى الله عليه وسلم "السيدة خديجة"، وأول طبيبة "السيدة روفيدة"، وأول شهيدة، وأول فدائى "السيدة أسماء بنت أبى بكر".
فيما عبرت عدد من سيدات السودان عن سعادتهن البالغة بقافلة الأوقاف الدعوية التى تزور السودان الآن وتضم عددا من الواعظات والأئمة، مؤكدين خلال لقائهن بالواعظات أنهن استفدن كثيرا من علمهن خلال المحاضرات واللقاءات الدينية التى يعقدنها.
وقال إكرام، إحدى الحضور فى محاضرة للواعظة وفاء عبد السلام :"أنا أسعد إنسانة إننا تعلمنا وسمعنا منكن عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ونعرف الرسول، ونحن نريد أن نعلم أكثر عن الرسول وحياته"، فيما دعتها الواعظة وفاء عبد السلام للاتصال بها فى أى وقت وسؤالها عن أى مسألة.
وفى محاضرة سابقة أكدت الواعظة وفاء عبد السلام، أن الإسلام كرم المرأة، وأعطاها حقوقًا كانت تفتقدها قبل الإسلام، كما منحها حقوقًا لم تمنحها لها الأديان الأخرى، وأول هذه الحقوق وأهمها حق الحياة، فحرم قتلها، قال تعالى: "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ"، وجعل الإسلام جَزاء من يربّى البنات ويُحسن في تربيتهنّ جزاءً عظيماً وهو الجنّة، كما أعطاها حق المساواة، فساواها في الحقوق مع غيرها، قال تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ"، وقال المصطفى (صلى الله عليه وسلم) : "إنما النساء شقائق الرجال" .
وأكدت الواعظة وفاء عبد السلام، أن الإسلام أمر بالإحسان إلى المرأة والإنفاق عليها حتى لو كانت صاحبة مال، وأيا كان موقعها سواء أكانت أمًّا ، أو أُختًا، أو زوجةً ، وجعل مقياس الخَيْر في الرَّجل بمقدار خَيره مع أهله ، كما أعطاها حق ضرورات العيش من ملبس ومأكل ومسكن وعشرة حسنة ، قال تعالى: " أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى * لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا"، وإن شح عليها الزوج في النفقة أباح لها الشرع أن تأخذ من ماله ما يكفيها وأبناءها، كما ورد في حديث عائشة (رضي الله عنها) في قصة سؤال هند بنت عتبة (رضي الله عنها) للنبي (صلى الله عليه وسلم) في حقها أن تأخذ من مال أبى سفيان وكان شحيحاً فقال لها : "خذي من ماله ما يكفيك ويكفى بنيك" ، وفوق كل هذا أعطى الإسلام المرأة حقها في طلب العِلم ، فقد كان النّبي (صلى الله عليه وسلم) يُخصّصُ من وقته جزءًا لِتعليم الصَّحابيات ، كما أعطى للمرأة الحق في العمل ، كذلك للمرأة الحقّ في الميراث ؛ وهذا مما حُرمت منه في الجاهليّة ، وفى الحضارات القديمة ، كما أنّ لها الحق في البيع ، والشّراء ، وامتلاك العقارات ، والمساهمة في التِّجارة.