أحمد طه ريان.. أحبة الدكتور يودعونه بالرثاء وآخر دروسه شرح صحيح البخارى

(يا أزهرَ الأنوارِ كفكِفْ عبرةً.. سالتْ على خدِّ الزمانِ الغادرِ.. واحْزَنْ على فقْدِ الإمامِ المالِكِي.. شيخِ القلوبِ سليلِ بيتٍ طاهرِ).. بتلك الكلمات نعى أحبة وتلاميذ الراحل الدكتور أحمد طه ريان شيخ مشايخ المالكية، والذى تم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير فى مقابر نجع البركة بقرية القبلى قامولا فى مدينة القرنة غرب محافظة الأقصر، وذلك تنفيذاً لوصيته بدفنه بجوار والده فى مسقط رأسه. وتم تشييع جثمان الدكتور الراحل فى مسقط رأسه بمحافظة الأقصر، بعدما شيع المئات من قيادات وطلاب الأزهر الشريف، الدكتور أحمد طه ريان، شيخ المالكية، وعضو هيئة كبار العلماء، ظهر الأربعاء الماضى، حيث أدوا صلاة الجنازة على الفقيد بالجامع الأزهر الشريف، وشارك فى الجنازة الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، وعدد من قيادات الأزهر، وعقب الانتهاء من صلاة الجنازة التى شارك بها مئات الطلاب الوافدين، تم التحرك بالجثمان الى مدينة الأقصر، لدفنه بمقابر العائلة. وكانت آخر كما قدمه الدكتور الراحل أحمد طه ريان إبن الأقصر، كان شرح من شيخ مشايخ المالكية بالديار المصرية، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، درس دينى حول "شَـرح صحيحِ الإمـامِ الـبُـخاري" بتاريخ 31 يناير الماضى 2021م بـمـنـزلِ فَـضيلته، حيث بدأ شرحه بالجامع الأزهر، ووافته المنية قبل ختامه متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، حيث توقَّف فى الشريح عند بـاب الحج منه. ونعى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره العالم الفقيه، الدكتور أحمد طه ريان، أستاذ الفقه المقارن، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون، شيخ علماء الفقه المالكى فى مصر والعالم الإسلامي، والذى وافته المنية اليوم الأربعاء. وأكد الإمام الأكبر، أن العالم الإسلامى قد فقد مصباحًا منيرًا من مصابيح العلم، وأن العالم الراحل لم يدخر جهدًا فى خدمة الإسلام والمسلمين، تاركًا للمكتبة الأزهرية والإسلامية إرثًا كبيرًا فى مجال الفقه الإسلامى ومسيرة علمية عامرة بالبذل والجهد والعطاء وخدمة رسالة الإسلام، وسيبقى بيننا بعلمه ومحاضراته ودروسه فى رحاب الجامع الأزهر والجامعة والمحافل العلمية ينهل منها طلاب العلم، والإمام الأكبر إذ يعرب عن حزنه وألمه لرحيل العالم الجليل، فإنه يتقدم بخالص العزاء لأسرة الراحل وتلامذته ومحبيه، سائلًا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان "إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ". وفى نفس السياق تقيم أسرة الراحل الدكتور أحمد طه ريان شيخ مشايخ المالكية، وأحد أكبر رجال الدين فى مصر والعالم الإسلامى، واجب العزاء فى الشيخ الجليل بقرية الرياينة بالغربى قامولا فى مدينة القرنة مسقط رأسه، حيث يقول الحاج عبد الفتاح يونس مسئول بلجنة المصالحات بالبر الغربى، أنه يقام واجب العزاء بجوار كوبرى قرية الرياينة مسقط رأس الشيخ الجليل الراحل، لاستقبال وفود المعزين والمشايخ والأهالى والقيادات التنفيذية والشعبية خلال الأيام المقبلة. وأضاف الحاج عبد الفتاح يونس لـ"انفراد"، أن الدكتور أحمد طه ريان من القامات العلمية والدينية الكبيرة على مر التاريخ فى مصر، حيث أنه خرج من أسرة بسيطة الحال وتدرج فى العلم حتى وصل لأعلى المراتب وأصبح شيخ مشايخ المالكية بمصر والعالم الإسلامى، مؤكداً أنه كان عاشقاً لبلدته وكان يزورها بصورة دائمة برفقة أبناؤه، والذين ورثوا منه العلم والدين وحب رسول الله، وكان له أثراً كبيراً بقريته وسط أحبته وجيرانه والجميع فى حالة حزن منذ نبأ رحيله جراء إصابته بفيروس كورونا، وتم دفنه فى مقابر نجع البركة بالقبلى قامولا وذلك تنفيذاً لوصيته بدفنه بجوار والده فى مسقط رأسه. فيما قال محمد عبد الواسع إبن قرية القبلى قامولا ناعياً الشيخ الجليل، قائلاً:- "إنا لله وإنا إليه راجعون توفى إلى رحمة الله تعالى العالم والمفكر الإسلامى الجليل الدكتور أحمد طه ريان عضو هيئة علماء الأزهر الشريف، ورئيس موسوعة الفقه الإسلامى بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وشيخ المالكية فى مصر، إبن الأقصر والقامولات رجل لم يبخل بعلمه على كل طالب علم بشتى أنحاء العالم حيث قام بالعديد من الرحلات العلمية إلى كل من السعودية والأردن والإمارات وبنجلادش وأوزبكستان والدنمارك وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية ليعلم وينشر الدين الإسلامى فى شتى بقاع الأرض، ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته). فيما قدم محمد عز الأزهرى أحد تلاميذ الدكتور الراحل، قصيدة رثاء ونعى فى كلمات مميزة على رحيل العلامة الجليل، حيث قال تلميذ العلامة الجليل شيخ مشايخ المالكية:- (تلك كلمات خرجت من قلب ناظمها لا من بَنانه، وروحِ قائلِها لا من لسانه فى رِثاء سيدنا ومولانا وشيخنا وشيخ مشايخنا الأستاذ الدكتور أحمد طه ريَّان - تغشَّاه المولىٰ برحمته، وأخلفنا فيه بالخير- وإنا لله وإنا إليه راجعون). وقدم الرثاء على روح العلامة أحمد طه ريان مايلي:- (يا أزهرَ الأنوارِ كفكِفْ عبرةً - سالتْ على خدِّ الزمانِ الغادرِ واحْزَنْ على فقْدِ الإمامِ المالِكِى - شيخِ القلوبِ سليلِ بيتٍ طاهرِ - هو إبنُ طه أحمدُ المشهورُ فى فقهٍ وزُهدٍ معْ صفاءِ ضمائرِ - لم يبغِ دُنيانا ولا جاهًا بها ولئن أراد لنالها بتوافُرِ - لكنَّه سلطانُها لا يبتغى بدلًا بعلمٍ فى رضاءِ القادِرِ - قد شبَّهوهُ بقطبِنا الدرديرِ يا حُسْنَ الشبيهينِ وحُسْنَ مآثِرِ - قد عاش فينا صادقًا فى سِرِّه فى جهرِه فى وعدِه فى الخاطِرِ - أنموذجًا للعلمِ والإحسانِ لا فُحْشٌ ولا ميلٌ لهتكِ ستائرِ - حتى مضى سيفُ المَنايا قاطعًا لسرورِنا والموتُ أقسى زائرِ - فَرِحًا سرى لأحبةٍ يلقاهُمُ لكنْ بَقينا بينَ أهلِ ظواهرِ - يا ربِّ أنعِم بالرضاءِ لشيخِنا واغفر به ذنبَ العُبَيدِ الحائرِ - ثمَّ الصلاة على النبى وآلِه ما طابَ ذكرٌ للإمامِ النائِرِ - واخْلُف علينا من يقومُ بأمرِنا دينًا ودنيا من كِرامِ أزاهرِ). وكان قد توفى الدكتور أحمد طه ريان، شيخ المالكية وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، وهو أول عضو بالهيئة الأعلى بالأزهر الشريف، يتوفى متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، حيث سارع الكثير من تلامذة الشيخ بنعى الفقيد عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته، وشهدت مدينة القرنة غربى محافظة الأقصر، صباح اليوم الخميس، تشييع جثمان شيخ المالكية الدكتور أحمد طه ريان بمقابر نجع البركة بمنطقة القبلى قامولا، بحضور المئات من الأهالى بالنجع وأسرة الدكتور الراحل. والدكتور أحمد طه ريان ولد فى 10 فبراير 1939م بالأقصر، والتحق بالتعليم الأزهرى حتى تخرَّج فى كلية الشريعة والقانون بالقاهرة عام 1966م، وحصل على درجة الماجستير فى الفقه المقارن عام 1968م، ثم درجة الدكتوراه عام 1973م، وترقى فى السُلم الأكاديمى بالكلية حتى حصل على درجة الأستاذية بها عام 1985م. وقد قام بالتدريس، وتولى العديد من المناصب العلمية والإدارية بجامعة الأزهر والجامعات العربية والإسلامية، وتولى رئاسة لجنة موسوعة الفقه الإسلامى بوزارة الأوقاف، وابتُعث كممثل للأزهر الشريف للمشاركة فى العديد المؤتمرات الإسلامية والدولية، وله مؤلفات رصينة فى الفقه وأصوله، والأحوال الشخصية، والمعاملات الإسلامية.. وغيرها، وقد اختير عضوًا بهيئة كبار العلماء فى تشكيلها الأول حين عودتها عام 1433ه/ 2012م. وحصل على الإجازة العالمية من كلية الشريعة والقانون بالقاهرة عام 1966م، ثم حصل على الماجيستير 1968، ثم الدكتوراه فى الفقه المقارن عام 1973، وعين مدرساً بالكلية عام 1974م ثم أستاذاً مساعداً عام 1980م، ثم أستاذاً عام 1985, ثم أستاذاً متفرغاً بالكلية عام 2004م. تولى عدداً من المناصب الإدارية منها : - عميدا لكلية الشريعة والقانون بأسيوط. - رئيساً لموسوعة الفقه الإسلامى بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف. - عميداً لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الأحقاف باليمن. - وكيلاً لكلية الامام مالك للشريعة والقانون بدبى . - رئيسا لقسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة. - رئيسا للمكتب الأكاديمى للجامعة الأمريكية المفتوحة بالقاهرة . - أشرف وناقش أكثر من مائة وعشرين رسالة ماجستير ودكتوراه . - قام برحلات علمية إلى كل من السعودية والأردن والإمارات وبنجلادش وأوزبكستان والدنمارك وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.


















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;