"رحلة الإسراء ومكانة الحبيب صلى الله عليه وسلم".. هذا هو موضوع خطبة الجمعة فى المساجد اليوم، حيث يؤدى خطباء المساجد الخطبة تحت هذا العنوان الخاص بليلة الإسراء والمعراج ، وهو الموضوع الذى حددته وزارة الأوقاف مسبقًا بمناسبة قرب الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج، مشددة على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن 10 دقائق للخطبتين "الأولى والثانية" مراعاة للظروف الراهنة.
الإسراء والمعراج
ورحلة الإسراء والمعراج رحلة ذات أسرار عظيمة، فهي رحلة فريدة في تاريخ الإنسانية، جاءت تكريمًا لخاتم الأنبياء والمرسلين، وتسرية عنه (صلى الله عليه وسلم) بعد أن أصابه من أذى قومه وغيرهم ما أصابه ، على أن مقام العبودية في أسمى معانيها هو الذي سما بالحبيب (صلى الله عليه وسلم) إلى أعلى درجات الرقي والكمال البشري، حيث يقول الحق سبحانه: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " (الإسراء :1) ، ليدرك الناس جميعًا إلى يوم القيامة قدر مقام العبودية لله (عز وجل) والانكسار له والخضوع بين يديه، فإذا كان مقام النبوة والرسالة قد ختم بخاتم الأنبياء والمرسلين فإن مقام العبودية قائم إلى يوم القيامة في أتباع محمد (صلى الله عليه وسلم) .
حكم الاحتفال بالإسراء والمعراج
وفى سياق متصل أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال نصه: "ما حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج فى السابع والعشرين من شهر رجب؛ حيث يزعم بعض الناس أن الإسراء لم يحدث فى ذلك الوقت وأن ذلك بدعة"، قائلة:"المشهور المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أنَّ الإسراء والمعراج وقع فى ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجبٍ الأصمِّ؛ فاحتفال المسلمين بهذه الذكرى فى ذلك التاريخ بشتَّى أنواع الطاعات والقربات هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبى صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمًا لجنابه الشريف، وأما الأقوال التى تحرِّمُ على المسلمين احتفالهم بهذا الحدث العظيم فهى أقوالٌ فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها.