هناك نكتة تقول، إن طبيبا كان يعالج مريضا بمرض مزمن، وكتب له الدواء، وقال له: إذا شفيت بهذا الدواء، أخبرنى حتى أتناوله، لأننى مصاب بنفس المرض، أما القصة فيرويها راجى الأسمر فى «الطرائف الشعبية اللبنانية»، وتقول: إن أحد الأغنياء مات، وترك وصية، وعندما فتح محاموه وأهله الوصية، وجدوا انه أوصى لأحد أقاربه بمبلغ مليونى ليرة، وبحثوا عن الرجل، فاكتشفوا أنه يسكن فى مكان بعيد، ذهبوا إليه وسألوا عنه، فوجدوا أبناءه الذين فرحوا فرحا شديدا، لكنهم خافوا أن يخبروا والدهم، وهو مريض بالقلب، فيموت من شدة الفرح، وكان الطبيب نبههم إلى خطورة الفرح الشديد أو الحزن الشديد عليه.
فضل بعضهم ترك الميراث، حرصا على صحة الوالد، واقترح آخرون أن تتم الاستعانة بطبيب قلب يتولى مهمة إبلاغ الوالد بالخبر تدريجيا، ويكون حاضرا فى حالة لو أصابته الصدمة بأزمة قلبية أن يعالجه.
فى اليوم التالى حضر الطبيب، ومعه العقاقير تحسبا لما قد يحدث، وبعد أن سلم على الأب فتح معه حديثا طويلا، ثم سأله: تصور لو أنك ربحت مائة ألف ليرة، ماذا تفعل بها؟قال الرجل: كنت أصلح هذا المنزل القديم، فعاد الطبيب يسأله: وإن ربحت 500 ألف ليرة ماذا تفعل بها؟ قال الرجل: كنت أشترى منزلا جديدا بدلا من هذا المنزل. وعاد الطبيب يسأل: وماذا لو ربحت مليون ليرة ماذا تعطينى حلاوة ذلك؟ قال الرجل: أمنحك مائة ألف ليرة، فقال الطبيب: وماذا لو ربحت مليون ونصف المليون ليرة؟ قال الرجل أعطيك مائتى ألف ليرة. وعاد الطبيب: وماذا لو ربحت مليونى ليرة؟ قال الرجل: كنت أمنحك 400 ألف ليرة، فعاد الطبيب ليسأل: هل تقسم أنك لو ربحت مليونى ليرة تعطينى 400 ألف منها؟ فأقسم الرجل وكرر قسمه، فسقط الطبيب ميتا بأزمة قلبية من شدة الفرح.
كان حفنى ناصف قاضيا وأديبا معروفا بالظرف، حتى فى أحلك المواقف، ومرة مرض مرضا شديدا، وأمره طبيبه بالتوقف عن العمل والإقلاع عن القراءة، والمطالعة فى الأوراق والكتب، وعندما عاد الطبيب بعد يومين رآه يطالع فى كتاب «روح الاجتماع» وكان مترجما فى وقت حديث، فصرخ الطبيب فى حفنى ناصف وقال له: ألم أنهك عن المطالعة باعتبارها خطرا على صحتك؟ فرد حفنى ناصف قائلا: أنا فقط أطالع فى الروح.