قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد دخل مكة في عزة وتواضع، وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة، الذي قال: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "بل اليوم يوم المرحمة، اليوم يعظم الله الكعبة"، ثم دخل الكعبة مكبرًا في أرجائها، وموحدًا الله (عز وجل).
وقد أخذ النبي يشير إلى الأصنام وهى تتساقط أمامه وهو يقول: "وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا"، ثم خرج من الكعبة وخطب في أهل مكة قائلا: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال قولته المشهورة: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، وهو ما يجسد قيمة التسامح في أسمى معانيها.
وبحسب بيان للوزارة اليوم، أكد جمعة، أن الإسلام ليس متشوفا للقتال ولا لسفك الدماء بل هو دين مودة ورحمة، وفي ذلك يقول سيدنا كعب بن زهير (رضي الله عنه):
أُنْبِئْتُ أنَّ رَسولَ اللهِ أَوْعَدَنِي
والعَفْوُ عندَ رسولِ اللهِ مَأْمُولُ
إن الرسول لنورٌ يُستضاء به
مُهندٌ من سيوف الله مسلولُ
وأضاف وزير الأوقاف، خلال احتفال الوزارة، بذكرى فتح مكة: "ولم يكتف (صلى الله عليه وسلم) بالعفو عنه وإنما ألقى عليه بردته، ومع أن سيدنا كعب بدأ قصيدته بالغزل، لم ينكر عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) عليه ذلك، ليعلم الناس جميعًا أن في ديننا سعة، فهو دين رحمة مصداقًا لقول الله تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ".
واختتم وزير الأوقاف:"فهذا وعد إلهي بنصر الله وإظهار دينه، إلى قيام الساعة"، مؤكدًا على ضرورة اغتنام ما تبقى من أيام العشر الأواخر من رمضان والتي ستمضي سريعًا كما مر ما قبلها من أيام الشهر الكريم، وهكذا شأن الأيام والدهور، فالعاقل من أدرك هذه الفرصة واغتنمها، والغافل من ضيع هذه الأيام المباركة".