قال الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر، إن هذا الوقت يضيع فيه الانتماء والمحبة للوطن لذا يجدر بنا أن نتكلم اليوم عن حب الأوطان فى الإسلام، وأن النبى حينما هاجر من مكة إلى المدينة لم يكن أمرا سهلا لتعلقه الشديد بمكة، فكان كلما يمشى يلتفت إليها قائلا "ما أطيبك عند الله ولولا أن قومى أخرجونى منك ما خرجت"، فإنه من الطبيعى أن يحب كل شخص الوطن الذى تربى فيه.
وأضاف إمام مسجد عمر مكرم خلال خطبة الجمعة تحت عنوان الاصطفاف الوطنى ودوره فى الحفاظ على الوطن، أنه حتى أبناء الوطن الواحد يعشقون بلداتهم فحينما يسافر أحدا منهم إلى القاهرة على سبيل المثال يبقى قلبه متعلقا بقريته، وهناك من يوصى أن يدفن فى الأرض التى ولد وتربى وعاش فيها أيام صبيته وشبابه، وأن النبى عندما هاجر إلى المدينه قال "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا لمكة أو أكثر"، وأن الله بين فى شريعته جريمة من يفسد فى الأرض التى عليها وإلى عظمة الاستشهاد فى الدفاع عن الوطن، وقال الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، وأن الدولة لو ضاعت سيضيع معها الدين، فالأرض وعاء للدين، وبالأرض والإنسان يطبق هذا الدين.
وأشار إلى أن حالة الاعتصام والوحدة والتمسك بحبل الله عز وجل لابد أن تكون مستمرة، لأن الله ينهى عن التفرق الذى يؤدى إلى الفشل، وأن النبى قال "المؤمن القوى أحب إلى الله من المؤمن الضعيف"، وذلك يتحقق بالمجتمع ككل وليس الفرد بمفرده.
وأوضح أن هناك من يدعون الحرية فيعترضون على القرآن والأحاديث النبوية وادعاء النبوة تحت هذا البند، وأن الله عز وجل خلق الناس أحرارا، فهنالك نظام فى العبادة والشريعة والخروج عليه ليس حرية بل هو فجر وتبجح، بالإضافة إلى ضرورة تحرير المصطلحات مثل الجهاد والحرية وحدود كل إنسان فى التعامل، قائلاً "السلوك دخلت فى بعضها"، وأن قلة الأدب أصبحت شجاعة وانتهاك حرية الناس تحت مسمى إبداء رأى، "فنعيش فى خبل".
واختتم الشيخ حديثه قائلا إن هناك من يريد أن يسقط مصر بل ويدعوا الله أن يحدث ذلك، ويقوم بالتحريض والخطف والقتل باسم الدين، وأن الأوطان لا بالحروب العسكريه فقط وإنما تسقط ايضا بالفتن والشائعات، كما دعا إلى البعد عن الجدال والقيل والقال امتثال لحديث النبى صلى الله عليه وسلم "أن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال".
كما ناشد المصريين جميعا بالوقوف مع الدوله والجيش والشرطة فى مواجهة الدعوات الهدامة التى هدفها الوحيد إسقاط الوطن وإشعال نار الفتن فيجب ألا ننصت إليها، وإذا كان قدر المصريين أن يكونوا فى رباط إلى يوم الدين فإن المصريين سيقفوا مع جيشهم الى يوم القيامة .