أفادت قناة سكاى نيوز، فى خبر عاجل لها، أن أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى جدد فى اتصال بسامح شكرى وزير الخارجية المصرى، دعوته للتهدئة ووقف العنف فى الشرق الأوسط.
وكانقال وزير الخارجية سامح شكرى، فى كلمته أمام جلسة مجلس الأمن الدولى بشأن تطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط، بحضور وانج يى، مستشار الدولة وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، رئيس مجلس الأمن، وأنطونيو جوتيريش السكرتير العام للأمم المتحدة، أن اجتماع المجلس اليوم الأحد، بعد مضى نحو ما يزيد على 72 عامًا على بدء الـمأساة الفلسطينية، ونحو 42 عامًا على إطلاق مسار السلام فى المنطقة الذى شهد فى بداياته آمالًا عظيمة بإمكان تحقق السلام فى المنطقة، غير أن تلك الآمال تبددت شيئًا فشيئًا مع كل محاولة لم يكتب لها النجاح لوضع حد للصراع الذى شهدت فيه القضية الفلسطينية انتكاسات متتالية فاقمت من مناخ الإحباط والاحتقان، وهو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم.
وأضاف شكرى خلال إلقاء بيانه أمام المجلس: "إننا نجتمع اليوم فى أعقاب شهر رمضان الكريم الذى شهدنا على امتداده احتكاكات واستفزازات لا مثيل لها بالمصلين من أهل القدس فى المسجد الأقصى المبارك، بالتوازى مع عملية تهجير، ضمن سياسة ممنهجة، لعدد من السكان العرب بحى الشيخ جراح بالقدس الشرقية، مما أغضب الملايين من العرب والمسلمين الذين ضاقوا على مدى العقود الثلاثة الماضية مما بدا تغييبًا وتسويفًا لا نهائيًا لوعود وتعهدات دولية ذات طابع قانونى بالتفاوض الجاد حــول إنشاء دولة فلسطينية على الأراضى التى تم احتلالها عام 1967 والتى تشمل القدس الشرقية".
وتابع سامح شكرى "نجتمع اليوم فى وقت يُعد التطور الذى يفرض نفسه علينا، هو مشهد العملية العسكرية التى يقع ضحيتها أعداد كبيرة من الفلسطينيين فى قطاع غزة على نحو يهدد مستقبل السلام والاستقرار فى المنطقة، ويدعو المجلس حثيثًا لأن يلتفت لهذا الوضع المتأزم، وأن يرتقى إلى حجم المسئوليات الملقاة على عاتقه لإنهاء جولة الصراع الحالية، أملًا فى تهدئة تتيح للجميع التقاط أنفاسهم، والتفكير مليًا فى الأسباب التى أوصلتنا إلى النقطة الحالية، واستخلاص العبر والاستنتاجات المنطقية التى طالما طرحتها مصر، وهى أنه لا سلام فى المنطقة دون إيجاد حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية، ونحن هنا لا نحتاج إلى إعادة اختراع العجلة، فالحل موجود، إذ أن حل الدولتين، رغم كل شيء، لا زال هو الخيار العملى الوحيد الذى ترتضيه كافة الأطراف".
وأشار شكرى إلى أن ما يتعرض له الاستقرار الإقليمى اليوم من اهتزاز لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتيجة مباشرة لسيــــادة مناخ من الاحتقان والإحباط تولد عبر سنوات وسنـــوات من التراجع المنتظم لكل جهد حقيقى لإحلال السلام فى المنطقة، ولعل فى أحداث الأسابيع القليلة الماضية ما يقدم تفسيرًا لما وصلنا إليه اليوم، إذ عانت الأراضى الفلسطينية المحتلة، على مدار الشهور الماضية، تدهورًا كبيرًا على كافة المستويات، حيث شهدت الضفة الغربية، بما فى ذلك القدس الشرقية، توسعًا كبيرًا فى النشاط الاستيطانى، وتزايدًا فى حالات التهجير القسرى للفلسطينيين، واستمرارًا لسياسة مصادرة الأراضى وهدم المنشآت والمنازل الفلسطينية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصلت الممارسات الإسرائيلية إلى حد انتهاك حرمة الشهر الكريم كما أسلفت، فشاهدنا جميعًا كيف تحولت باحات المسجد الأقصى المبارك إلى ساحة حرب لا تليق بالمقدسات وأماكن العبادة وبالأديان السماوية الثلاثة فى كل الأحوال.