تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية اليوم السبت، بذكرى رحيل القديس يشوع ابن نون النبى، حيث ولد فى مصر عام 2460 للعالم (أى قبل خروج الشعب الإسرائيلى من عبودية فرعون بثلاث وخمسين سنة).
ويذكر كتاب السنكسار الذى يدون قصص القديسيين أن يشوع ابن نون كان تلميذاً وخادما لموسى النبى الذى بعد أن أخرج شعب الله بقوة الذراع الإلهى والعجائب العظيمة وأوصلهم إلى قرب جبل سينا صعد إلى الجبل آخذا معه يشوع خادمه لسماع الوحى واستلام الوصايا.
وخلال حرب إسرائيل ضد عماليق كان يشوع قائدا للجنود، فلما انتخب موسى اثنى عشر رجلا، واحدا من كل سبط وأرسلهم ليتجسسوا أرض الميعاد كان يشوع واحدا منهم وقد أتم خدمته بكل أمانة، وقرر هو وكالب وحدهما الأخبار الصادقة عن أرض الميعاد.
ودخل الاثنان فقط تلك الأرض دون جميع الشعب الإسرائيلى الذي خرج من مصر الذين لكونهم تذمروا وشكوا في صدق مواعيد الله فقد اقسم تعالي أنهم لا يدخلون إلى راحته، ولكن أولادهم الذين ولدوا لهم بعد خروجهم من مصر هم الذين دخلوا تلك الأرض مع يشوع وكالب.ولما تنيح العظيم موسى سنة 2553 للعالم خاطب الله يشوع قائلا " أن موسى عبدى قد مات فالآن قم أعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التى أنا معطيها لهم أى لبنى إسرائيل كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسى من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات جميع أرض الحثيين والى البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم لا يقف إنسان فى وجهك كل أيام حياتك كما كنت مع عبدى موسى أكون معك، لا أهملك ولا أتركك تشدد وتشجع لأنك أنت تقسم لهذا الشعب الأرض التي حلفت لآبائهم أن أعطيهم إنما كن متشددا وتشجع جدا لكي تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التي أمرك بها موسى عبدى لا تمل عنها يمينا ولا شمالا لكى تفلح حيثما تذهب لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك بل تلهج فيه نهارا وليلا لكى تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه.
لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح" فتقوى قلب يشوع وأرسل جاسوسين سرا تجسسا الأرض ودخلا بيت راحاب الزانية فخبأتهما ثم أنزلتهما من الكوة لان بيتها كان بحائط السور وذلك بعد أن أمناها علي نفسها وعلي كل أهل بيتها.
وفتح أريحا بعد أن طاف حول أسوارها مرات متعددة وهو يهتف فأنهدمت أسوارها العظيمة. وصعد الشعب إلى المدينة وقتلوا كل من كان فيها من إنسان وحيوان بعد ما أخرجوا راحاب وأباها وأمها واخوتها وكل من لها وعشيرتها خارج المحلة. وأحرقوا المدينة بالنار فقد جعلوها في خزانة بيت الرب واستحيا يشوع راحاب الزانية وكل بيت أبيها لأنها خبأت الرسولين.
وقتُل ملوكا وفتُحت مدنا كثيرة فخافته الأمم، ولعظم الخوف احتال أهل جبعون فلبسوا ثيابا بالية ونعالا مرقعة وصيروا خبز زادهم فتاتا. ومضوا إلى يشوع وقالوا له نحن جيئا من أرض بعيدة نريد منك الأمان والعهد فأجابهم يشوع ومشايخ بنى إسرائيل: "انظروا لئلا تكونوا ساكنين فى هذه الأرض " فأجابوهم: "من أرض بعيدة جئنا.
وتابع هذا خبزنا سخنا تزودناه من بيوتنا يوم خروجنا لكي نسير إليكم: وها هو الآن يابس قد صار فتاتا. وهذه ثيابنا ونعالنا قد بليت من طول الطريق جدا" فأمنوهم وحلفوا لهم وبعد ثلاثة أيام سمعوا أنهم قريبون إليهم وأنهم ساكنون في وسطهم فلعنهم يشوع وجعلهم عبيدا ينقلون الحطب لخدمة بيت الرب.
وحارب يشوع 5 ملوك الأموريين حيث ساعدته نزلت الحجارة كالمطر علي الأعداء وكان الشعب يقاتلهم أمام مدينة جبعون فأوقف الشمس إلى أن أباد الخمسة الملوك مع كل عساكرهم وحسب أوامر الله قسم الأرض بين بني إسرائيل وأعطي الكهنة بلادا لسكناهم وأرضا لمواشيهم ثم افرد خمس مدن يلتجئ إليها كل قاتل بغير قصد ولما أكمل نحو مئة وعشر سنين ووصل إلى شيخوخة صالحة استدعي الشيوخ والرؤساء والقضاة والمعلمين ووعظهم ونبههم أن لا يحيدوا عن عبادة الله تعالى، ووضع لهم الرسوم والفرائض اللازمة.