كشفت جمعية تطوير الدواجن عن العلاقة بين تناول السيدات الحوامل للحوم الدواجن، و قدرتهم في التغلب على اكتئاب ما بعد الولادة، حيث تعاني ما يقرب من 10 - 15 % من السيدات الحوامل، للاضطرابات المزاجية ما بعد الولادة مثل القلق أو الاكتئاب بعد أسبوع فقط من الولادة، ولفترة قد تمتد لأكثر من سنة و نصف.
الدجاج عنصر أساسي في النظام الغذائي اليومي، سواء في وجبات الصدور المشوية اللذيذة أو سلطة الدجاج أو حساء الدجاج، حيث إنها مصدر غني بالبروتينات والفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية الأخرى.
وتؤكد الأبحاث أن تناول الدجاج له أيضًا العديد من الفوائد الصحية العقلية، لما يحتويه من نسبة كمية مرتفعة من فيتامين ب 5 و التريبتوفان ، وكلاهما يساعد في خفض مستويات التوتر المصاحبة لفترات التغيرات الهرمونية لدي السيدات، خاصة بعد الجهد البدني والنفسي الذي يتبذله المرأة أثناء عملية الولادة حيث تتناقص مستويات السيروتونين والتريبتوفان ، وبالتالي يحتمل أن يزيد من شدة الاكتئاب وأعراض الذروة.
وتشير النتائج أن 8-12% من النساء الوالدات يصبن بما يسمى اكتئاب ما بعد الولادة، والتي تتميز بإضطراب الحالة المزاجية، اللامبالاة، اضطرابات في الشهية، عدم إنتظام النوم، الكسل والهمدان، الشعور بالذنب، صعوبات في التركيز.
التربتوفان هو حمض أميني أساسي أي لا يمكن لجسم الإنسان أن يفزره ويجب الحصول عليه من خلال النظام الغذائي بشكل أساسي من مصادر البروتين الحيوانية مثل الدواجن.
يلعب التربتوفان دوراً محورياً في الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة، لإنه المكون الأولي في إنتاج مادة السيروتونين ، وكذلك النياسين أو فيتامين ب 3 ، والنيكوتيناميد المعروف أيضاً باسم فيتامين ب 6، و بالتالي يعرف بتأثيره المضاد للاكتئاب، كما يساعد التريبتوفان في تنظيم أوقات النوم عن طريق زيادة إنتاج الميلاتونين.
وفقًا لدراسة نُشرت في Critical Reviews in Food Science and Nutrition ، أظهرت النتائج أنه عند اتباع نظام غذائي منخفض التربتوفان ، تنخفض مستويات السيروتونين في المخ، ومن ثم فإن الأشخاص الذين تجنبوا تناول اللحوم كانوا أكثر عرضة لزيادة احتمالات الإصابة بأعراض الاضطرابات النفسية.
فقد توصل الباحثون في الدراسة التي نشرتها دورية "جاما" للطب النفسي أن الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال المصابين بالتوحد ترتبط بشكل كبير بالحالة النفسية للأم قبل الولادة، حيث أن الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من اكتئاب ما بعد الولادة هم أكثر عرضة لمشاكل الصحة العقلية والإصابة بأمراض مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد.
حللت الدراسة الفئات المعرضة للإصابة بالإكتئاب بالنسبة للأمهات والأطفال، حيث بلغت شدة تعرض الأمهات من اكتئاب ما بعد الولادة من متوسط إلى شديد، و يكن أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بعد 11 عامًا.
بالإضافة إلى ذلك ، كان أطفالهم أكثر عرضة بنسبة 4 مرات للإصابة بمشكلات سلوكية ، و 2 مرات أكثر عرضة للحصول على درجات منخفضة في الرياضيات ، و 7 مرات أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في سن 18 عامًا.
و أكدت دراسة أخري أجريت عام 2017 إلى أن خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة كان أعلى بنسبة 20 مرة بالنسبة للنساء اللائي عانين من الاكتئاب من قبل.
يعتقد طبيب الأطفال د. مايكل يوغمان، عضو لجنة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال للجوانب النفسية والاجتماعية لصحة الطفل والأسرة، أن الوقاية المبكرة من اضطرابات ما بعد الولادة وتقديم النصائح الغذائية هو المفتاح لمساعدة الأمهات وأطفالهن على الحصول على أفضل النتائج الصحية الممكنة.
كما يوضح يوغمان أهمية السنة الأولي لبناء السلامة الذهنية و المناعية الطفل، فإحرصي علي تناول وجبات الدجاج بصفة يومية خاصة في شهور حملك الأخيرة و بعد الولادة، فإن تجنب تعرضك للاكتئاب سوف يقلل من خطر حدوث مشاكل عاطفية أو سلوكية في مستقبل طفلك.