زار الوفد الشبابي المصري اليوناني والقبرصي المربع اليوناني القديم بحي الشاطبي، وقد تجول الوفد داخل المربع الذي يضم ملعبا كبيرا ومدرسة ومقر الجمعية اليونانية بالإسكندرية والقنصلية اليونانية العامة، وذلك في إطار فعاليات في إطار استمرار فعاليات النسخة الشبابية من المبادرة الرئاسية "إحياء الجذورNOSTOS.. " بالإسكندرية.
كان في استقبال الوفد اثاناسيوس كوتسيونيس القنصل العام اليوناني بالإسكندرية، والذي رحب بالوفد قائلا: أهلا بكم في أحلى مدن العالم الإسكندرية، والتي تبقى في قلب المصريين واليونانيين نظرا لقيمتها الكبيرة لديهم، حيث قامت باحتضانهم وقت وجودهم بمصر.
وخلال الجولة، أعرب الوفد عن سعادته الغامرة بزيارتهم لهذا المكان الذي يعكس جزءا كبيرا من ذكريات أجدادهم وثقافتهم وتاريخهم المتأصل في الإسكندرية وعلى أرض مصر.
كما رحب كافة العاملين في المربع بالوفد ترحيبا كبيرا، معربين عن تمنياتهم للوفد بقضاء رحلة سعيدة في الإسكندرية وعودتهم لزيارتها مرات أخرى عديدة.
جدير بالذكر، أن المربع اليوناني بني عام 1902 بمنطقة الشاطبي بالإسكندرية ويعرف اليوم باسم "المربع الأخير"، وجاء بناؤه تخليدًا لذكرى قنسطنطينوس سالفاجوس الذي تولى رئاسة الجمعية اليونانية بالإسكندرية عام 1900 ويعد واحدًا من مؤسسي البنك الأهلي المصري، كما كان واحداً من كبار الشخصيات في عالم التجارة وفي مجتمع الصفوة اليونانية بالإسكندرية، إلا أنه توفي في سن صغيرة بشكل مفاجئ عام 1901. ويتضمن المربع عدة منشآت كانت تابعة للجالية اليونانية التي كانت تعيش بالإسكندرية في الماضي، كما أن مقر القنصلية اليونانية العامة مازال موجودًا حتى الآن هناك منذ عام 1972.
كما زار الوفد اليوناني القبرصي متحف كفافيس وهو منزل الشاعر اليوناني السكندري الشهير قسطنطين كفافيس، والكائن في شارع صغير متفرع من شارع إسطنبول الذي يقطع شارعي النبي دانيال وصفية زغلول.
وتجول الوفد داخل المتحف الذي يضم تمثال رخامي نصفي لكفافيس، بالإضافة إلى مجموعة من كتبه وأول طبعة من ديوانه الشعري وبه بعض الكتابات بخط يده، وأيضا مجموعة من الكتب العالمية التي ألفت عنه بأكثر من 70 لغة من لغات العالم المختلفة، ومن ضمن المقتنيات أيضًا، مجموعة من الصور الشخصية المتنوعة له ولأسرته، ومجموعة من الأيقونات والأشياء الأثرية وطوابع بريدية صدرت عنه وشهادات التقدير التي حصل عليها.
وعبر الوفد عن انبهاره الشديد بكل ما هو معروض وجعله يسترجع ذكريات الآباء والأجداد، مشيدًا باستمرار حفاظ المصريين على تراث كفافيس ومنزله ومقتنياته، مما يبرهن على العلاقات التاريخية الوثيقة والمتجذرة بين الشعبين وتقاربهما الملحوظ.
تجدر الإشارة إلى أن الشاعر اليوناني كفافيس ولد بالإسكندرية في 29 إبريل 1863، وقضى فيها طيلة حياته، ومع مرور السنين تحول منزله إلى "بانسيون" حتى 1991، ثم افتتح كمتحف يعرض تاريخه وحياته ومقتنياته في أكتوبر 1992.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أطلق المبادرة الرئاسية "إحياء الجذور.. NOSTOS"، في القمة الثلاثية بنيقوسيا في نوفمبر 2017، وتنفيذ النسخة الأولى للمبادرة في أبريل 2018 بحضور رؤساء الثلاث دول "مصر وقبرص واليونان"، بمحافظة الإسكندرية، وتنظيم العديد من الزيارات للأماكن السياحية والدينية للوفد اليوناني والقبرصي والذي ضم 250 من الجالية اليونانية والقبرصية التي كانت تعيش في مصر، كما تم تنظيم زيارات للأماكن التي كانوا يقيمون بها في الإسكندرية، كما تم تنظيم النسخة الثانية لمبادرة إحياء الجذور للأطباء المصريين في إنجلترا بجانب الأطباء اليونانيين والقبارصة في نوفمبر 2018، وكذلك النسخة الثالثة عام 2019 بأستراليا لتعزيز التعاون التجاري بين الجاليات المصرية واليونانية والقبرصية المقيمة بأستراليا، كما تم البدء في تنفيذ النسخة الرابعة في ديسمبر 2019 بهدف ربط الشباب من الدول الثلاثة لتقوية العلاقات التاريخية والثقافية والتركيز على الروابط والتحديات المشتركة.
وجاءت النسخة الحالية وفقا لما تم الاتفاق عليه في زيارة سيادة الوزيرة نبيلة مكرم إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا ولقائها الثلاثي مع نظيريها، كوستاس فلاسيس، نائب وزير الخارجية اليوناني، وفوتيس فوتيو، المفوض الرئاسي لشئون القبارصة المغتربين.