وجهت جمهورية أفغانستان دعوة للدكتور أسامة العبد –الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، عبر المستشار أمين الحق أحمدي –القائم بأعمال سفارة جمهورية أفغانستان الإسلامية بالقاهرة- للمشاركة في مؤتمر السلام، والذي سوف يعقد بجمهورية أفغانستان الإسلامية، أملا بعودة أفغانستان كلها إلى الوسطية والاعتدال والسلام العالمي، كقوة مسالمة تحتاج إلى أن تنمي اقتصادها، وتنمي شبابها على الوسطية والاعتدال دون تشدد أو تعصب.
وصرح المستشار أمين الحق خلال اللقاء: إننا نريد أن نحذو حذو جمهورية مصر العربية في التنمية والنهضة الاقتصادية والدعوة إلى السلام العالمي.
من جانبه رحب الدكتور أسامة العبد بهذه الزيارة وتمنى لجمهورية أفغانستان الإسلامية أن تعود قوة موحدة تتمتع بالوسطية والاعتدال، فهي –بحق- قوة لا يستهان بها وتستطيع أن تخدم السلام العالمي، بعد أن يتحقق السلام الداخلي لبناء أنفسهم من جديد، بناء اقتصاديا ونموا شاملا معتدلا.
وقد أبدى الدكتور العبد سعادته بهذه الزيارة، وأبدى موافقته على المشاركة الفعلية في أعمال مؤتمر السلام من أجل عودة أفغانستان إلى الاستقرار والسلام والبناء والتنمية والعيش في أمن وأمان وسلام؛ ليعم السلام العالمي القائم على العدل.
وقع كبار العلماء في جمهوريتي باكستان وأفغانستان بجوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة، الإعلان التاريخي للسلام في أفغانستان، الذي يمهّد طريق الحل للأزمة الأفغانية التي طال أمدها، من خلال دعم المفاوضات بين الفئات المتقاتلة ونبذ كل أعمال العنف والتطرف بكل أشكالها وصورها، حيث مثلهم كل من: معالي الشيخ الدكتور نور الحق قادري وزير الشؤون الإسلامية وتسامح الأديان في جمهورية باكستان الإسلامية ومعالي الشيخ محمد قاسم حليمي وزير الحج والأوقاف والإرشاد في جمهورية أفغانستان الإسلامية.
وشهد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى توقيع هذا الإعلان التاريخي، في ختام المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في رحاب بيت الله العتيق بمكة المكرمة، تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي، برعاية ودعم من المملكة العربية السعودية، وجمع للمرة الأولى كبار علماء أفغانستان وباكستان لتحقيق المصالحة بين أبناء الشعب الأفغاني.
وشهد الإعلان التاريخي الاتفاق على إيجاد حلٍ نهائي وشامل للنزاع الأفغاني، من خلال دعم عملية المصالحة بين الأطراف المتصارعة في أفغانستان، والوصول بها إلى أرضية مشتركة من الوفاق، بتناول كل القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من القضايا ذات الصلة، من خلال روح العمل المشترك؛ ليتسنى وقف إراقة الدماء المستمرة في أفغانستان، وقيادة الشعب الأفغاني لطريق السلام والمصالحة والاستقرار والتقدم في هذا العالم بعون الله، إضافة إلى التأكيد على عدم ربط العنف بأي دين أو جنسية أو حضارة أو عرق، وعدّ العنف الناتج عن التطرف والإرهاب بكل أشكاله وصوره -بما فيه من عنفٍ ضد المدنيين وهجماتٍ انتحارية- مناقضاً لمبادئ العقيدة الإسلامية الأساسية.