قال الشيخ السيد سليمان، عضو رابطة خريجى الأزهر الشريف، إن برنامج رامز بيلعب بالنار والبرامج التى على شاكلته فى منظور الشرع حرام شرعا، والدليل على ذلك عدة أمور: أولها الخديعة فإنهم يكذبون على الضيوف ويوهمونهم بأن الرحلة طبيعية وليس فيها ما يزعج، وهم فى الواقع يبيتون النية بأنهم سيضعونهم فى وضع يحدث لهم رعبا وهذا مرفوض شرعا فالشرع يحرم أن يفعل الإنسان أى شىء يخيف إنسان آخر لدرجة أن الرسول - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - نهى عن أن يشير الإنسان فى وجه آخر حتى ولو كان مذاحا.
وأضاف ردا على سؤال ورد إلى الرابطة: ما حكم الشرع فى البرامج التى تثير الرعب والخوف لدى الضيوف، وقد يتعدى هذا إلى المشاهدين مثل برنامج رامز بيلعب بالنار والبرامج التى على شاكلته؟، قائلا: "إن هذه البرامج تؤدى إلى الضرر بالضيوف بل قد يصل إلى أنه قد يفقد الضيف حياته إذا كان يعانى من أمراض معينة، ومن الأحكام الثابتة ثبوتا يقينيا فى الشريعة تحريم الضرر بالفرد أو بالجماعة أو بالدولة أو بالإنسان نفسه، بل إن منع الضرر يسرى أيضا على الحيوان، وهذه إحدى القواعد الكبرى التى يرتكز عليها الفقه الإسلامى، وهى قاعدة منع الضرر وتستند هذه القاعدة إلى قوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (لا ضرر ولا ضرار). بل إن القرآن الكريم سبق السنة فى تقرير هذه القاعدة، فنجد آيات كريمة فى مواضع متعددة تنهى عن الضرر منها قول الله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، وقوله عز وجل (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)، وأكثر من ذلك يبين المولى جل وعلا أنه فى مجال الأعمال الخيرية لا يجوز فيها الإضرار بالغير، ويتبين ذلك من قوله تعالى عندما تكلم عن الوصية مع أنها عمل خيرى قال (غير مضار)، كل هذه الأمور تبين أن هذا العمل يدخل قطعا فى باب المحرمات، وبجانب ذلك أنه عمل شاذ فنيا فالمفروض أن تكون الفنون مدعاة إلى إدخال السرور فى نفوس الناس دون إضرار باﻵخرين، أو تعالج موضوعا اجتماعيا أو تثرى فكر المشاهد أو متلقى الفنون عامة بالثقافة النافعة".
وتابع سليمان: هذه البرامج تدفع بعض الضيوف المشاركين إلى التهور العصبى والأخلاقى والاندفاع إلى سباب وشتم القائمين بهذا العمل الشاذ البعيد عن كل وصف فنى، ولقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - عن الأخلاق السيئة البذيئة (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).. وفى النهاية ما الحكم لو تسامح أحد الضيوف مع القائمين على هذه البرامج؟، فى هذه الحالة يكون الضيف قد تنازل عن حقه الشخصى فقط، وأما العمل نفسه عمل محرم شرعا.