تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية اليوم السبت، بذكرى رحيل القديسة مارينا الراهبة، حيث كانت يتيمة الأم، وهي صغيرة جدا فرباها أبوهاوأدبها وحينما أراد والدها أن يزوجها ويمضي هو إلى أحد الأديرة قالت له "لماذا يا والدي تخلص نفسك وتهلك نفسي؟" فأجابها: "ماذاأصنع بك وأنت امرأة؟"، فقالت لهم: "انزع عني زيّ النساء، وألبسني زيّ الرجال". ونهضت في الحال وحلقت شعرها وخلعت ملابسهاولبست زي الرجال.
ويذكر كتاب السنكسار أنه والدها رأها قوية في عزمها مصممة علي رغبتها وزع كل ماله علي الفقراء بعد أن ابقي له منه شيئا يسيراوأسماها مارينا بدلا من مريم.
وقصد والدها أحد الأديرة وسكن في قلاية هو وأبنته وقضيا 10 سنوات وهما يجاهدان في العبادة وبعدها رحل الشيخ وبقيت القديسةوحدها فضاعفت صلواتها وأصوامها وزادت في نسكها ولم يعلم أحد أنها امرأة بل كانوا يظنون أن رقة صوتها إنما هو من شدة نسكهاوسهرها فى صلواتها واتفق أن رئيس الدير أرسلها مع 3 من الرهبان لقضاء مصالح الدير فنزلوا فى فندق للمبيت وكان أحد جنود الملكنازلا فيه تلك الليلة فأبصر الجندى ابنة صاحب الفندق فاعتدي على عفافها ولقنها بأن تقول لأبيها "إن الأب مارينا الراهب الشاب هوالذى فعل ذلك".
وحينما حملت وعرف أبوها ذلك سألها فقالت "أن الأب مارينا هو الذى فعل بي هذا الفعل" فغضب أبوها لذلك وأتى إلى الدير وبدأ يسب الرهبان ويلعنهم.
وحينما اجتمع به الرئيس صرفه ثم استدعي هذه القديسة ووبخها كثيرًا، فبكت عندما وقفت علي الخبر، وقالت "أني شاب وقد أخطأتفاغفر لى يا أبي" فحنق عليها الرئيس وطردها من الدير فبقيت علي الباب مدة طويلة.
وحينما ولدت أبنه صاحب الفندق ولدًا حمله أبوها إلى القديسة وطرحه أمامها فأخذته وصارت تنتقل به بين الرعاة وتسقيه لبنًا. ثم زادتفي صومها وصلاتها مدة ثلاث سنوات وهي خارج الدير إلى أن تحنن عليها الرهبان وسألوا رئيسهم أن يأذن بدخولها فقبل سؤالهموأدخلها الدير بعد أن وضع علي القديسة قوانين ثقيلة جدا. فصارت تعمل أعمالا شاقة من طهي ونظافة وسقي الماء خارجا عن الفروضالرهبانية والقوانين التي وضعت عليها.
وحينما كبر الصبى ترهب وبعد أن أكملت القديسة مارينا 40 سنة مرضت 3 أيام ثم تنيحت فأمر الرئيس بنزع ملابسها وألباسها غيرهاوحملها إلى موضع الصلاة، وعندما نزعوا ثيابها وجدوها امرأة فصاحوا جميعا قائلين "يا رب ارحم" وأعلموا الرئيس فأتي وتعجبوبكي نادما علي ما فعل ثم استدعي صاحب الفندق وعرفه بأن الراهب مارينا هو امرأة فذهب إلى حيث هي وبكي كثيرا وبعد الصلاةعلي جثتها تقدموا ليتباركوا منها وكان بينهم راهب بعين واحدة فوضع وجهه عليها فأبصر للوقت.