ناصر كامل: الاتحاد من أجل المتوسط يتابع عن كثب جهود مصر الكبيرة لتحقيق التنمية المستدامة
الاتحاد من أجل المتوسط: نثمن الطفرات الملموسة لمصر في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة
ناصر كامل: مصر حاضرة بشكل فعلي و ملموس بالمنطقة لمكانتها المهمة على الصعيد الاقتصادي
أكد السفير ناصر كامل، أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط، أنه على الرغم من التداعيات العالمية لجائحة كورونا، والتي يمكن أن تعيق الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فقد نجحت الحكومة المصرية في تحسين الأوضاع بالبلاد، والاستمرار في طريق البناء والتنمية .
وقال كامل - في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، على هامش "منتدى الإبداع" المنعقد بالعاصمة ليوبليانا و الذي ينظمه الاتحاد من أجل المتوسط بالتعاون وزارة خارجية سلوفينيا الرئيس الحالي لمجلس الاتحاد الأوروبي- إن الاتحاد من أجل المتوسط يتابع عن كثب الجهود الكبيرة التي تقوم بها مصر لتحقيق التنمية المستدامة، بما في ذلك الفعاليات رفيعة المستوى التي تنظمها مصر في مجال البيئة والتغير المناخي في السنوات الأخيرة، مثل استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي Cop 14 الذي انعقد في نوفمبر 2018 بمدينة شرم الشيخ، وكذلك استضافتها لقمة المناخCop 27 ، فضلاً عن الاجتماع الوزاري للاتحاد حول البيئة وتغير المناخ المقرر عقده بالقاهرة في وقت لاحق هذا العام .
ولفت إلى أن الاتحاد من أجل المتوسط يثمن الطفرات الملموسة التي حققتها مصر في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة ،من خلال استخدام الطاقة الشمسية والرياح لتوليد الكهرباء، فضلاً عن خطط الحكومة المصرية فيما يخص الهيدروجين الأخضر، موضحًا أن تلك الجهود تتسق مع الأهداف التي يتبناها الاتحاد من أجل المتوسط لتقليل الانبعاثات الكربونية وحماية البيئة ومواجهة التغير المناخي في منطقة المتوسط التي تشهد تهديدات واضحة في هذا الصدد .
وذكر أن الاتحاد يساند أكثر من عشرين مشروعًا موجهًا لمصر، خاصة في مجال البيئة من أجل إنشاء أطر مستدامة للطاقة من خلال مشروع "كليما-ميد" والذي يدعم انتقال ثمانية دول من جنوب المتوسط نحو التنمية المستدامة منخفضة الكربون ومقاومة للمناخ
وحول مشاركة مصر في النسخة الثالثة من منتدى الإبداع و الذي تحمل عنوان "future unlocked"، قال:"كما هو متوقع في مثل هذا المنتدى، ومع إعلان 2021 عاما دوليًا للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة، أصبحت مصر عضوًا نشطًا مهمًا أكثر من أي وقت مضى، حيث يشهد منتدى الإبداع هذا العام مشاركة السفير بدر عبد العاطي مساعد وزير الخارجية بجمهورية مصر العربية، فضلًا عن تواجد شباب مصري من المبدعين ورواد الأعمال".
ونوه الأمين العام بأهمية الصناعات الإبداعية في مصر، وكيف تزدهر في جميع أنحاء العالم: "الأفلام، والموسيقى، والفنون المسرحية، والتصميم، والسجاد، فهي تمثل أكثر السلع المصدرة في مصر".
وفيما يتعلق بدور مصر داخل الاتحاد من أجل المتوسط، أوضح أن لمصر دورًا كبيرًا في الاتحاد، حيث قامت باستضافة العديد من الفعاليات
والمؤتمرات رفيعة المستوى والاجتماعات الوزارية الخاصة بالاتحاد، في قطاعات مختلفة مثل المنتدى الأول للأعمال والطاقة في 2016 والمؤتمر الوزاري للمرأة في 2017 ومؤتمر النقل البحري في 2018 ومنتدى الأعمال للاتحاد من أجل المتوسط في 2019.
كما نوه بأنه منذ إنشاء الاتحاد تستضيف مصر أحد أنشطته المهمة على الأقل مرة سنويًا، مما يجعلها أحد أكثر الدول الأعضاء مساهمة في أنشطة المنظمة، وأن مصر تولت الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط خلال سنواته الأولى، و تستفيد حاليًا من العديد من مشروعاته في مختلف المجالات والتي يفوق عددها العشرين مشروعاً.
وأشار إلى أنه في ضوء دعم الاتحاد من أجل المتوسط للمساعي الرامية لتمكين الشباب في مصر، فقد شارك الاتحاد في فعاليات الدورة الأولى لأكاديمية شباب المتوسط التي أقيمت في مصر تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة المصرية، وبمشاركة الأمم المتحدة لحقوق المرأة ومؤسسة شباب المتوسط وغيرها من المنظمات والهيئات، مضيفًا أن مبادرة الأكاديمية تعد إحدى مخرجات نموذج الاتحاد من أجل المتوسط للشباب المنعقد في عام 2019 بشرم الشيخ في إطار منتدى شباب العالم، إذ تأتي تلبية لتوصيات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في ختام المنتدى.
ورأى كامل أنه وبشكل ملموس، فإن مشاركة مصر في جميع أنشطة الاتحاد من الحوار الوزاري إلى الإقليمي والمشاريع المحددة، تزيد من تكثيف جهودها لتحقيق مستقبل أكثر استدامة، مشيرا إلي أن مصر حاضرة بشكل فعلي و ملموس في المنطقة لما لها من مكانة مهمة لا سيما على الصعيد الاقتصادي.
وعن منتدى الإبداع الذي انطلقت فعالياته الأحد وتستضيفه العاصمة السلوفينية ليوبليانا ومدينة إيزولا (جنوب غرب) تحت عنوان"future unlocked "- أكد الأمين العام على أهمية هذا الاجتماع الذي يأتي بعد فترة من الزمن كنا نلتقي خلالها أساسا عبر الانترنت بسبب أزمة كورونا العالمية غير المسبوقة ومتعددة الأبعاد و ما نجم عنها من تداعيات على تنقل الأفراد، قائلا :"اليوم وقد بدأت ملامح الانفراج تلوح في الأفق، حان الوقت للعودة تدريجيا وبحذر للاجتماعات حضوريا وجها لوجه لبحث سبل الخروج نهائيًا من الأزمة نحو انتعاش اقتصادي مستدام، شامل وأكثر صلابة."
وأضاف أنه و في هذا الإطار، يأتي الملتقى الإبداعي في سلوفينيا الذي يشارك في تنظيمه الاتحاد من أجل المتوسط للمرة الثالثة على التوالي كمبادرة قيمة للتأكيد على أهمية هذا القطاع الواعد وضرورة الالتزام بالعمل سويا من أجل تهيئة الظروف المناسبة لتعزيزه وتطويره.
ولفت إلى أن هذا المنتدى سوف يشكل تحديدا فضاء فريداً من نوعه في منطقتنا يجمع ممثلين عن القطاع الخاص، أي المبدعين والمراكز الإبداعية، الحكومات، والمنظمات الدولية والإقليمية، من أجل تناول الآثار الإيجابية للقطاع الإبداعي خاصة فيما يتعلق بتحقيق الثروة والقيمة الاقتصادية وكذا الاستقرار السياسي والسلام من خلال الإسهام في ترسيخ قيم الحوار والاحترام المتبادل.
وفيما يتعلق بأبرز التحديات التي تركتها جائحة كورونا في منطقة المتوسط، أكد السفير ناصر كامل على أن تفشي فيروس كوفيد -19 هو أحد أكبر الأزمات التي نواجهها منذ أكثر من قرن وهو بمثابة تذكير صارخ و لا هوادة فيه بالحاجة إلى تعاون ملموس عبر الحدود وبين القطاعات وبين المواطنين وممثليهم.
ونوه بأن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تتوقع أن يكون التأثير الاقتصادي للجائحة أسوأ من ركود عام 2008، وهذا هو الواقع على نطاق عالمي، إلا أنه أكثر إلحاحًا بالنسبة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث تتركز المخاطر و عوامل الهشاشة بشكل أكبر.
ورأى أنه لم يكن ممكنًا أن يأتي هذا المنتدى الإبداعي في توقيت أكثر ملاءمة لمواجهة هذا التحدي، منبها بأن هذا الوباء قد كشف عن نقاط الضعف الموجودة مسبقًا وزاد من سوءها، خاصة في قطاع الثقافة، مشيرًا إلى مقالة حديثة لليونسكو ، تسلط الضوء على أن العديد من الفنانين والمهنيين الثقافيين غير مؤهلين للحصول على المساعدات الاجتماعية والاقتصادية التي أنقذت العمال في القطاعات الأخرى.
وحذر من استمرار التحديات بالنسبة للعديد من الصناعات الإبداعية مع توقف جميع التجمعات الكبيرة منذ منتصف مارس، مما أدى إلى إلغاء الآلاف من الفعاليات والعروض والحفلات الموسيقية والمؤتمرات وورش العمل والمعارض، مضيفًا: "ولكن، مع القيود المفروضة على الأماكن وفرض حظر التجول، ربما بدأ الحرفيون في استكشاف الأدوات الرقمية للترويج لمنتجاتهم و بيعها، ومع ذلك سأقتبس هذه المعلومات الأخرى من المقالة: بينما كنا نستهلك المحتوى الثقافي عبر الإنترنت أكثر من أي وقت مضى، نادرًا ما حصل الفنانون والمبدعون على مكافأة عادلة مقابل قرأتنا ومشاهدتنا".
وسلط السفير ناصر كامل الضوء على التقرير الأخير حول تقدم التكامل الإقليمي في منطقة الاتحاد من أجل المتوسط و الذي أبرز أن 8% فقط من الشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لديها وجود على الإنترنت، مقارنة بـ 80% في الولايات المتحدة ، وأن 1.5% فقط من تجار التجزئة كانوا متصلين بالإنترنت، قائلًا: "ولذلك هناك احتمال أن يكون للابتكار الناجم عن تحديات كوفيد-19 تأثيرا كبيرا على تطوير القطاع الإبداعي، لأنه يمكننا الاعتماد بشكل أكبر على المواد المحلية بدلاً من المواد المستوردة، والتركيز أكثر على تطوير مهارات العمال في ورش عمل الشركات الناشئة، وأخيراً التوسع في استخدام طرق جديدة من خلال التحول الرقمي."