تعرض سكان شارع حسين جاد الرب بجزيرة دار السلام بحى دار السلام بالقاهرة إلى خطر شديد بعدما تسبب إهمال قيادات الحى والمنطقة الجنوبية منذ سنوات طويلة فى تعريض جميع منازل الشارع إلى الإنهيار بعد أن تأثرت أساسات المنازل بسبب ترك أجهزة شفط مياه الصرف الصحى والمياه الجوفية الموجودة أسفل أرض الشارع منذ أكثر من 10 سنوات دون أن يحاول المسئولين النظر فى شكاوى الأهالى التى أمطرت غرفة عمليات الحى والمنطقة الجنوبية وحتى ديوان عام المحافظة بعابدين.
بدأت القصة منذ أكثر من 10 سنوات، بعد أن أعلن الحى أنه سيبدأ فى أعمال ترميم شارع حسين جاد الرب، باعتباره أحد الشوارع الرئيسية، وله مخرج مباشر إلى كورنيش النيل، ويؤدى إلى مكانين حيويين على الكورنيش فهو مؤدى إلى "اندريا"، أما المكان الأخر فهو صف البنوك المتواجد، وفى هذه الفترة وبعد دراسة استمرت لمدة شهرين، قرر الحى إصلاح مواسير ووصلات الصرف الصحى قبل البدء فى أعمال الرصف والسفلتة، وبالفعل أحضروا معدات شفط المياه وتركوها أسفل المنازل ومن هنا بدأت الأزمة واستمرت حتى الأن.
تحدثنا إلى عدد من سكان الشارع المتضررين من وجود هذه المعدات الموجودة منذ 10 سنوات، والتى تكلف الدولة ملايين الجنيهات سنوات دون أن تحقق المطلوب منها، فقالت أمل رياض إحدى القاطنات بالشارع: "يوميا يأتى مهندسين من الحى، يجلسون على الكراسى أمام الماكينات "المزعجة" التى تقع أمام منزلنا لمدة ساعتين تقريبا، ثم يرحلوا ويأتى مجموعة جديدة من الحى وتستمر الماكينات فى العمل بشكل يوكة ولمدة لا تقل عن 4 ساعات، فعلى الرغم من صوتها شديد الازعاج، إلا أنه أقل خطرا علينا مما تسببه تلك الماكينات بأساسات منازلنا".
استكملت أمل حديثها لـ "انفراد": "الأرض المقام عليها منزلنا هبطت بشكل ملحوظ، وارتسمت الشروخ على حوائط المنزل الذى نسكن فيه بالمنزل، وكلما حاولنا أن نسأل أحد المهندسين المقيمين أسفل منازلنا بجوار هذه الماكينات، لا يعلمون شيئا ويردون جملة واحدة وهى "احنا عبد المأمور"، كما أنهم يتركون أماكن مباشرة العمل، ويجلسون على أحد المقاهى، حيث وصل الإهمال لدرجة أن أحد جيراننا بدأ فى العمل معهم منذ عامين تقريبا ومستمر حتى الأن رغم أنه ليس به علاقة بهذه الأعمال".
وقال مجدى كامل، أحد سكان الشارع والمتضرر من وجود تلك الماكينات، إن المعدات تزداد بشكل مستمر حتى ساء شكل الشارع وأصبح لا يصلح للمرور، كما تسببت عمليات الحفر ومياه الصرف فى تجمع الحشرات وانتشار الروائح العفنة فى كافة أرجاء الشارع، مشيرا إلى أنه لا يوجد مشروع بالعالم يستغرق 10 سنوات، مهما كانت عظمته، ومن الظلم أن تستمر الدولة فى دفع أموال فى المهزلة التى تحدث حاليا بجزيرة دار السلام.
وأضاف مجدى كامل، أنه وجيرانه تقدموا بشكاوى إلى الحى على مر السنوات الماضية حتى يستجيب لما يحدث، ولكن لا حياة لمن تنادى، مشيرا إلى أنهم تقدموا بشكاوى بديوان عام محافظة القاهرة، ولم يستجب أحد، مستنجدا بالرئيس عبد الفتاح السيسى والمهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء والدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية، بأن يتدخلوا لوقف نزيف أموال الدولة الذى يحدث بالحى الأن.